الفصل السابع و الأربعون (فرح)

Start from the beginning
                                    

أخذت هي نفسًا عميقًا ثم مسحت وجهها بكفيها معًا، أخذها «وليد» غرفة داخل الشقة وكانت على مقربة من الجميع، أما «طارق» فنظر لهما بضيق والنيران تشتعل بصدره، قام «وليد» بمواربة باب الغرفة ثم وقف مقابلًا لـها وهو يقول بهدوء:

"أنا أسف على طريقتي برة، بس أنتِ شايفة الجو عامل إزاي،المهم شوفي دول كدا ؟"

مد يده لها بإيصالات الأمانة التي قد سبق و مضى «حسان» عليها منذ سنوات ماضية، أخذتها منه بأنامل مرتعشة، نظرت بداخلهم فإتسعت مقلتيها بشدة وهي تقول بنبرةٍ مهتزة:

"إيه دا، أنا مش فاهمة دول إيه؟"

إبتسم هو بثقة حينما آى الخوف باديًا على قسمات وجهها الهاديء فقال:
"دي يا ستي وصولات أمانة، الاستاذ حسان كان مضى عليها علشان يأمن على البضاعة اللي بيجبها لجدي و لعمامي، المهم يا ستي بعد الحركة اللي الحج حسان عملها دي، كل العيلة عاوزين ياخدوا حقهم و خصوصًا عم طه اللي بنته لحد دلوقتي مش عارفة تتعامل معاه عادي، فهما حاليًا هيقدموا الإيصالات دي و يطلبوا حقهم، الحاجة الوحيدة اللي ممكن توقفهم عن موقفهم دا هو إنك تتجوزي طارق، ساعتها هما ممكن كمان يدفعوله فلوس، ها قولتي إيه؟"

رفعت رأسها تنظر له بأعين مغرورقة بالدموع، فوجدته يقول بثقة:

"وافقي علشان خاطر أبوكِ، مهما كان عمل إيه برضه أنتِ قلبك أبيض مش هتقبلي إنه يتسجن علشان وصولات زي دي !!"

أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
"طب وأنا إيه يضمنلي إن هو ميحصلوش حاجة ؟ وأضمن منين إن طارق دا ميكونش شبهكم هنا"

رد عليها مُعقبًا بتهكم:
"لأ متخافيش طارق متربي مش زيي"

إبتسمت هي بسخرية ثم قالت بطريقة لازعة:

"كويس إنك عارف إنك مش متربي، من ساعة ما شوفتك وأنتَ عمال تتكلم و تحرك فـ كل اللي حواليك ومش عامل حساب لحد"

أيد هو حديثها وهو يقول ببسمة مستفزة:
"بصراحة أنا بحب كدا، أنتِ بنفسك هتيجي تشكريني بعد كدا، أنا بساعدك تنقذي أبوكي، اللي إتسبب في مشاكل و أذية ناس بِـهروبه، دا غير إن هما كانوا فاكرينك ميتة يعني دي تهمة جديدة ممكن يستغلوها ضده"

نفخت وجنتيها بضيق ثم أومأت له وهي تقول وكأنها جسد فقط بلا روح:

"يعني هيبقى أكتر من اللي حصلي؟ أمي طلعت عايشة وياريتها عايشة عادي لأ دي ست ظالمة، وأبويا بيكدب عليا و هربان بيا منها، و أنا الله أعلم مصيري بعد كدا، أنا كل حاجة في حياتي باظت، أنا عايشة متكسرة ١٠٠ حتة، وهسيبها تيجي زي ما تيجي"

تبدلت نظرته إلى الحزن لأجلها ثم قال بعدما زفر بقوة:

"ربنا هيعوضك عن كل دا، المهم فيه حاجة تانية طالما أنتِ وافقتي كدا"

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now