الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)

Start from the beginning
                                    

أغلقت جفونها بشدة وهي تضع كفها على فمها حتى تكتم شهقاتها وتوقف ذرف الدموع، ثم قالت:

"شكرًا يا تيتة، تصبحي على خير"

_"وأنتِ من أهل الخير يا جميلة،ربنا يجبر بخاطرك ويريح قلبك"

خرجت تلك الجملة من «نوال» بنبرة تحمل الوجع بين طياتها.
___________________

في بيت آلـ «الرشيد» جلس الشباب جميعهم فوق السطح، قص «طارق» عليهم ما حدث، وسط نظرات الدهشة منهم جميعًا، أنهى حديثه ثم قال بنبرةٍ متألمة:

"وأنا مش عارفة أعمل إيه؟ عاوز أقولها وأعرفها وفي نفس الوقت خايف الدنيا تتقلب هنا"

رد عليه «وئام» بذهول و نبرة مندهشة:
"أنت بتتكلم جد يا طارق؟ حسان وجميلة عايشين؟"

أومأ له «طارق» بهدوء ثم أخرج زفيرًا قويًا، بينما «أحمد» جلس مقابلًا له وهو يقول بنبرة قوية لا تقبل النقاش:

"هو سؤال واحد يا طارق علشان أرتاح، أمي اللي عملت كدا في عمتك؟"

تدخل «وليد» يقول بهدوء:
"إحنا معرفناش نتكلم معاه يا أحمد، علشان جميلة متعرفش حاجة عن اللي حصل، وكمان حسان مش معرفها أي حاجة عننا ولا عن أهل أمها"

إلتفت «أحمد» ينظر له بإستنكار وهو يقول بحنقٍ:
"يعني إيه؟ يعني بعد العمر دا كله هنسيبه والدنيا بايظة كدا؟ العمر اللي ضاع وعمتك فاكرة إن أمي السبب في خراب بيتها، ولا خديجة اللي عاشت حياتها بتدفع تمن غلطته، أنتو إزاي سبتوه، إزاي محدش فيكم جابه من قفاه؟"

رد عليه «طارق» بإنزعاج:
"وبعدين؟! نعمل كدا واحنا مش عارفين الحقيقة، ولا عارفين نتكلم معاه، إحنا لولا هي قالت إسمه بالكامل مكناش هنعرف، إهدا يا أحمد علشان الحكاية مش قفش، دي حياة ناس هتخرب وناس تانية هتتبرأ وليلة كبيرة، الوقت مش نافع للعك دا"

تدخل «حسن» يضيف بحكمة:
"طارق بيتكلم صح يا أحمد، وبعدين إحنا كنا فين وبقينا فين؟ هو طلع عايش خلاص، وعرفنا مكانه واحدة واحدة بقى علشان اللي جاي دا عاوز عقل"

نفخ «أحمد» وجنتيه بضيق ثم قال:
"ماشي خليني معاكم لما نشوف أخرتها، بس ورب الكعبة لو حصل حاجة من مشيرة تاني هخرب الدنيا"

ربت «طارق» على كتفه وهو يقول بهدوء:
"إهدا كدا مش عاوز هطل، في الأول و الأخر هي عمتك، وبعدين متخلنيش أندم أني حكيت، أنا علشان عارف إن إحنا الخمسة واحد ومحدش فينا بيخبي حاجة عن التاني، والله العظيم كل واحد حقه هيرجع بس بالعقل، وحسان دا ورب الكعبة ما هخليه يشوف يوم راحة، علشان في الأول و الأخر هو الغلطان في الليلة دي كلها"

أضاف «وليد» يقول بمرحٍ:
"فككم بقى من النكد دا، وخلينا نشوف الأفراح اللي هتهل علينا، طارق خلاص لقاها يعني مش هيسيبها غير وهي مراته"

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now