الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)

Start from the beginning
                                    

"أنا حاسة إن أنا مش هقدر بجد، أنا خايفة أوي والله، أنا متأسفة"

وقف «ياسين» متأهبًا بسرعةٍ كبيرة ثم اقترب منها وهو يقول:
"اعتبريني طالب فاشل عندك، وأنتِ بتفهيمه وعلى فكرة أنا مبعرفش أفهم حاجة طول ما أنا قاعد يعني العيب فيا أنا"

نظرت له مستفسرة، فوجدته يومأ لها بقوة مُبتسمًا ثم قال:
"أنا طالب مبيحبش القراية، ومش هقدر اقرأ كتاب، ومش هستوعب وأنا قاعد كدا، اشرحي وأنا واقف جنبك"

تدخلت الطبيبة تقول بهدوء:
"طب يا ستي معاكِ طالب شقي وفاشل أهوه، حاربي بقى علشان الطالب دا يفهم ينوبك ثواب فيه"

إبتسمت لهما «خديجة» ثم أومأت بقوة وأمسكت قلم السبورة وقالت:
"طب أنا هرسم مخطط عبارة عن خمس مراحل، كل مرحلة فيهم هختصر فيها جزء من الكتاب، وكل جزء هقول بيتكلم عن إيه والسؤال المخصوص بتاع كل جزء"

أومأ لها الجميع، بينما «آمال» أخرجت كاميرا صغيرة تقوم بإلتقاط الصور لـ «خديجة» وهي تقوم برسم المخطط على السبورة، قامت «خديجة» برسم المخطط ثم التفتت تنظر للجميع بعدما ابتعد عنها «ياسين» خطوات قليلة حتى يترك لها مساحة تتحرك بها، إبتسمت بهدوء ثم قالت:

"الكتاب عن علم النفس وعن قدرة التحكم في النفس وتطويرها، أول مرحلة في الكتاب إسمها (البرمجة السلبية) ودي المقصود منها الطريقة اللي الشخص اتبنى عليها، المقصود هنا إن الشخص زي الكمبيوتر ويا يكون في ايد ناس فاهمة برمجة كويس، يا يكون في ايد ناس بتتعامل مع الأجهزة بهماجية المهم يكون بس متحكم في الجهاز دا، وهي دي الفكرة إن فيه ناس بتتعامل من عيالها إنها كمبيوتر اهتم بيه وأملاه حاجات مفيدة، وفيه ناس تانية بتملاه برامج كتير غلط، ويكون كل هدفها إن الكمبيوتر دا مليان برامج هو عاوزها حتى لو مش على مزاجه"

أومأ لها الجميع بتفهم، بعدما استطاعت الإسترسال في حديثها، فأكملت هي بهدوء:
"اول حاجة هنا هتكلم عنها إسمها (التحدث مع الذات) القاتل الصامت، ملخص المرحلة دي مقولة:
{أنتَ اليوم حيث اوصلتك افكارك، وستكون غدًا حيث تأخذك أفكارك}
بمعنى إن كلنا عندنا أصوات بتكلمنا من جوانا وبنسمعها زي مثلًا، شخص عاوز يصحى يروح شغله بدري وبرمج نفسه على معاده، دا مش بيكون من فراغ، بس هو فضل يقوي في الصوت اللي جواه علشان يقدر يتحكم فيه، لو الشخص دا في الشتا برضه والدنيا برد ومكسل يقوم من السرير، هيلاقي صوت تاني بيقوله ينام ويريح جسمه علشان الجو ساقعة وهو مش محتاج الشغل دا هو بس محتاج ينام علشان الجو ساقعة، في نفس الوقت هيلاقي صوت تاني بيحاربه علشان يقوم ويشوف شغله ويلحق وقته، في الحالة دي لازم صوت منهم يكسب،و الصوت اللي هيكسب فيهم هو الأقوى وأكثر حماس، الحماس دا بقى بيجي من كلام الشخص مع ذاته وتقوية حاجة منهم"

نظرت في أوجههم وجدت النظرات لها مشجعة، وهناك زوج من الأعين، أعينه تضج بالفخر بها، التقت أعينها بأعينه وحينما رآت تلك النظرة إتسعت إبتسامتها ثم قالت للجميع:

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now