الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)

Start from the beginning
                                    

"أنتِ إيه اللي مخوفك كدا يا خديجة؟ متخافيش محدش هنا يقدر يزعلك ولا حد يقدر يقلل منك"

نظرت له بأعين مغرورقة بالدموع وهي تقول بنبرةٍ مهزوزة:

"خايفة معرفش أتكلم يا ياسين، وخايفة أكون فهمت غلط وأشرح غلط، ياسين يلا نروح؟"

رفع كفيه يُربت على ذراعيها بهدوء ثم قال مُبتسمًا:
"صدقيني يا خديجة، أنتِ خوفك دا كله ملوش لازمة، أنتِ قريتي الكتاب وتعبتي فيه وكمان لخصتيه وواضح جدًا إنك ابدعتي فـ دا، علشان خاطري لو جواكِ ذرة حب ليا أعملي دا من غير خوف وأثبتيلي فعلًا إن أنتِ بتحاربي علشان نجتمع سوا"

ردت عليه بسرعةٍ كبيرة:
"بحبك والله العظيم، وكنت حاسة إن أنا متحمسة أوي، بس فكرة إن أنا أشرح وحد يكون مركز في كلامي ومستني يفهم منه حاجة، الفكرة رعبتني أوي يا ياسين والله"

أومأ لها مُتفهمًا ثم قال بهدوء:
"أنا كل دا مقدره وفاهمه، بس عاوز أقولك إني واثق فيكِ ومراهن على نجاحك، وعاوزك تعرفي كمان إن أنا أكتر واحد نفسه يشوفك وأنتِ بتنجحي و بتحققي أحلامك"

بعد حديثه معها أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
"أنا هعمل كدا علشانك مش بس علشاني، علشان أنتَ تستاهل كل حاجة حلوة يا ياسين، وتستاهل إني أحاول علشانك"

نظر لها بسعادة بالغة جلية على ملامح وجهه ثم قال:
"وأنا مش عاوز حاجة تانية أكتر من محاولتك علشاني"

إقتربت منهما «هناء» تقول مبتسمة بوجهٍ بشوش:
"يلا يا خديجة، علشان تثبتي نفسك ونجاحك، وخليكِ عارفة إن الخطوة دي متبقي عليها خطوات كتيرة جاية قُدام"

أومأت لها «خديجة» وبتوترٍ طفيف، بينما هو قال بعدما مال على أذنها بنبرة هادئة:
"ليكِ عندي مفاجأة حلوة بعد ما تخلصي، ورينا شطارتك بقى"
نظرت له مُتعجبة وهي تقول:
"مفاجأة إيه دي يا ياسين؟"

حرك كتفيه وهو يقول بمراوغة:
"كدا مش هتبقى مفاجأة يا ست الكل، وهتتحرق"

أومأت له مبتسمة وفي تلك اللحظة رآى هو نظرة حماس تجتاح عينيها وكأنها تحاربها حتى تثبت وجودها رغم خوفها وقلقها، جلس «ياسين» أمامها مباشرةً، والطبيبة و مساعدتها خلفه، وقفت «خديجة» أمام السبورة ظلت تأخذ نفسًا عميقًا مرارًا و تكرارًا، ثم أخرجت أوراق من حقيبتها تنظر بها وهي تقوم بمراجعة الكتاب، أخذت نفسًا عميقًا ثم إلتفتت تنظر لهم بتوترٍ وهي تقول بصوتٍ مهزوز:

"أنا..أنا دلوقتي هشرح الحاجات اللي..اللي فهمتها ولخصتها في الكتاب، أنا فهمت حاجات كتير أوي منه وهشرحها..دل..دلوقتي"

كانت تحارب نفسها حتى تتحدث، على الرغم من جلوسها مع أصدقاء «ياسين» في الأوقات الأخيرة إلا أن هناك رهبة غريبة تجتاحها لا تدري لماذا، كانت الطبيبة تراقب انفعالاتها عن كثبٍ،بينما «ياسين» كان يحرك رأسه لها حتى يشجعها، حينما لاحظت هي إرتجافة نبرتها توقفت عن الحديث ثم قالت وهي على وشك البكاء:

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now