الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)

Începe de la început
                                    

رفعت «هدير» حاجبها وهي تقول:
"دلوقتي بقت حبيبتك؟ ولما هي حلوة أوي كدا، كنتِ بتوافقي على اللي بعمله ليه ولا هو كلكم بقيتوا ملايكة في الأخر؟"

نظرت لها «عبلة» غير مصدقة لما تراه أمامها ثم قالت:

"أنا مش مصدقة والله، أنتِ مريضة نفسيًا، عمتك مُشيرة شربتك الكره اللي جواها كله، ربنا يهديكي يا هدير"

إبتسمت «هدير» بسخرية ثم قالت:
"عمتك دي علمتني إزاي أعرف أدافع عن نفسي، وإزاي أكون قوية، أنا لو معملتش كدا كنت هبقى زي خديجة ضعيفة، وكل من هَب و دَب يجي عليا، حتى أنتِ هبلة وبتصدقي أي حاجة"

كانت «هدير» تتحدث وهي تنظر أمامها بغلٍ واضح، كما أن بؤبؤ عينيها كان يدور في أماكن مختلفة، نظرت لها «عبلة» بتمعن وهي تراقب تعبيراتها وتيقنت أن «هدير» تُعاني من إضطرابات نفسية، وظهر ذلك أكثر حينما سمعتها تقول:

"أنتم كلكم هنا ظالمين واللي بيسكت عن حقه بيتفرم، عمتو إتظلمت واتجوزت غصب عنها، و خديجة شالت ذنب مش ذنبها، أنا عمري ما أسيب نفسي للمرحلة دي"

إقتربت منها «عبلة» و وقفت قبالتها وقالت:
"فوقي لنفسك يا هدير، علشان هتندمي بس هيبقى متأخر أوي، سيبك من عمتك ومن كل حاجة هنا وأبدأي حياتك صح"

نظرت لها «هدير» بقوة وقالت:
"ملكيش دعوة أنتِ، كفاية أنتِ تبدأي صح، بس خليكِ فاكرة يا عبلة أنا برضه هدير".

تركتها «هدير» وخرجت من الغرفة بثباتٍ تحسد عليه، بينما «عبلة» ارتمت على الأريكة وهي تبكي غير مصدقة لما رآته أمامها ولا ما سمعته بأذنها.
______________

حاول «وليد» الإنسحاب من الشباب ونجح في ذلك، صعد إلى الشقة المخصصة للنساء، كانت بها نساء العائلة فقط، وكانت «خديجة» جالسة أمام باب الشقة أشار لها، فخرجت هي له بهدوء، سألته مُستفسرة:

"خير يا وليد فيه حاجة؟"

أومأ لها وقال:
"آه، هي عبلة فين، مش قاعدة معاكم ليه؟"

نظرت خلفها، ثم قالت وكأنها تذكرت للتو:
"آه صحيح، ماما مروة طلعتني أجيب الجاتوه من فوق أول ما طلعنا الشقة هنا، وعبلة سبتها وسط الستات، ممكن تكون في الحمام"

شعر بالقلق ينتابه، فقال بهدوء:
"طب أنا عاوز أشوفها ضروري، أعملي أي حاجة تخليني أشوفها"

شعرت هي الأخرى بالخجل فقالت:
"أعملها إزاي دي مش هينفع يا وليد"

تبدلت ملامحه وقال مُتأثرًا:
"علشان خاطري، حاولي علشان خاطر أخوكِ"

أومأت له بقيلة حيلة ثم قالت:
"طب خليك واقف هنا، وأنا هتصرف وأرجعلك"

دخلت الشقة و ثوانٍ وخرجت له وهي تقول بصوتٍ مرتفع بعض الشيء حتى يصل للجميع:

تَعَافَيْتُ بِكَUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum