دُبّ الشتاءِ.

265 24 18
                                    


تجلسُ سوهيون بالمقعد الأماميّ بجانب تايهيونغ وهو يقودُ السيارةَ مع تبادلهم لشتى انواع الحديث.

عندها لاحظت سوهيون انّه مكان مالوف!

”الى أين تأخذنا؟ أكادُ اموت شدّة الفضول!“

قالت ذلك وهي ترسمُ إبتسامةً عريضةً تحاولُ التملّقَ لأجلِ أن يخبرها.

ضلّ ساكتاً مع إبتسامةٍ تكادُ تفضحهُ من شدّة حبّه للطافتها.

ما إن توقّفت السيارةُ حتى نطق لها بسرعة.
”انتظري عندك لا تنزلي“

نزل تايهيونغ من السيارة فاتحاً بابَ مقعدها ليُعطيها يدَهُ و تتشبثُ فيها لتنزل وهي ممسكةٌ بيدِه حيثُ بدوا كالأمراء.

عينيها دمّعت حين رأت أمامها أكثر مكانٍ تُحبّه أكثر مكانٍ دَوّنت فيهِ ذكرياتها.. ورسمت.. و استمعت لألحانِ البيانو فيهِ بعد يومٍ دراسيٍ شاق.

كانَ ذلك محلّ البيانو

أمسكَ بيدها ليدخُلانِ.
وضعت يدها على فمها كردة فعلٍ حين رأت كلّ تلكَ الزينةِ الموجودة على الأرض و الورودِ التي جعلت كلّ المكانِ يُزهرُ بها و بوجودِهما معاً.. كادت أن تبكي لو لا أن قاطع تايهيونغ لحظاتِ تأمُلِها طالباً منها الذهاب من مكانٍ ما..

”آنستي، من هُنا ~“

قالَ ذلك مع ابتسامةٍ عريضةٍ ليَحثّها على الذهابِ لتلكَ المنضدة الوحيدةِ في المكانِ المُزيّنة بالشموعِ و حولها كُرسيّانِ لَهُما خصيصاً.

أبعدَ تايهيونغ الكرسيّ عن الطاولةِ لتجلسَ عليهِ معَ ذهابهِ للكرسيّ الآخر المقابل لها.

كانَ الطعامُ موجودًا على الطاولة.

”تفضّلي و كُلي، لديّ شيءٌ أخبركِ به“
و كالعادةِ بدأ يغيضها بكونهِ يريدُ ان يخبرها أشياءاً و هي غيرُ صبورةٍ من هذهِ الناحية أبداً!
بعد مرور دقائق .. سأَلتهُ.

”متى جهّزت كل هذا! خِلتُ أنّك قد تنسى يوم ميلادي حتّى لكوني لم أخبركَ بهِ إلّا مرةً واحدة"
قالت ذلك بابتسامةٍ إعتيادية.

إتخذَ وضعيّةً لطيفة أو ما تسمّى باللطيفة و قال:
”هل تريدينني أن أخبركِ سرّ المهنة؟“

قال ذلك ليَضحكانِ معاً في هذا المكانِ الهادئ الذي تملؤهُ ضحكاتُهم الهادئة التي زيّنت هدوءَ المكان.

”أَوليسَ عليّ أن أعطيكِ حقّك قليلاً؟ أشعر أنّك الوحيدة التي تحبينني في علاقتنا! اريد ان انافسكِ بهذا الحب، ولكنني لا املكُ موهبةَ إلقاء الكلام المعسول على محبوبتي.. لذلك اكتفي بتأمّلك“
قالَ آخر كلماتهِ بهدوءٍ أكثر..

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن