مُنقذتي الكُبرى.

216 21 6
                                    

مرّ وقتٌ طويلٌ منذُ تعرّفهما.. الَيس من المنطقي أنهما تقربا من بعضٍ أكثر؟

في هذا اليوم.. يومٌ عاديٌ روتيني.

في طريقها للمدرسةِ ، أعتادت على تايهيونغ يوصلُها دائماً.

’ تايهيونغ ‘ قالت ذلك ببعضٍ من الخجل بسبب الصمت الحالك بينهما.

اجابها الآخر بطبيعية ’أجل؟‘ 

’فلنذهب اليوم لمتجر البيانو بعد المدرسة‘
قالت ذلك بحماسٍ قد سبق حديثها..

و كان تايهيونغ بالكادِ فرّق شفتيهِ للإجابة و إذا بهَا تترجاهُ مُتَصنّعةً اللطافة.

’أرجووك‘

’و لكني لم أنطق بحرف..‘

قال ذلك مُتعجباً من حماسها..

’اعلم، و لذلك اطلب منك برجاءٍ لكي تقبل بدون إعتراض‘

’حسناً.. أيّ أمرٍ آخر؟؟‘

قال ذلك بِرشفةٍ من المِزاح ~

’لا شيء سلامتُك سيدي‘

قالت ذلك بصوتٍ خشنٍ بطريقةٍ مازحة..

كانَ الشارِعُ يتَغنّى بصوتِ ضحِكُهُما الهادئُ.

صحيحٌ أنهُ هادئ.. لكن، صاخبٌ جداً بالنسبةِ لُهما..

.

.


~ في متجر البيانو ~

بينما يجلسُ الإثنانُ على كُرسيّ العازفِ للبيانو و بينما سوهيون تتأمَلُ يدينِ تايهيونغ التي أصبحت تتراقصُ على مفاتيحِ الآلةِ.

’ تايهيونغ.. ‘


قالت ذلك بقليلٍ من المشاعر..

’أجل؟‘
ق

الَ ذلكَ و ما زالت عيناهُ على المفاتيحِ و يعزفُ كمن أعطيناهُ الحرّية

’كم تحُبّ البيانو؟‘

ق

الت ذلك بينما تديرُ وجهها إليهِ.
هيَ تنظُر إليهِ كما ينظِر للبيانو.

’همم.. السؤال الذي لطالما انتظرْتُ احداً يسأَلُني إياه..
و سُئِلَ من الشخص الصحيح.. حسناً.. البيانو.. أنا مُتيَّمٌ به.. و كأنّني محجوزٌ داخلَ حاجـزٍ يسمى آلةَ البيانو، لا أستطيعُ تجاوزهُ، عندما تُمطر، عندما أحزن، عندما أفرح، عندما لا يوجدُ شيءٌ مميزٌ في يومي و في أغلب الأوقات و كلـها، أنا أحبه، أحبهُ كونهُ أنقذني.. لم يُنقذني كلياً.. انقذَ واحداً بالمئةِ مني، و انتظُرُكِ تُنقذين الـتِسعَ و التسعينَ الباقيةَ مني..‘

قالَ آخر جُملةٍ بينما يدِيـرُ وجههُ إليها، لتصبحَ المسافةَ بين وجهيهما سوى بضعِ سنتيمنرات.

’أحُب حبكَ للبيانو.. لكن.. لمَ تقولُ ذلك فجأة؟‘

لم يُجِبها بل همّ ببدءِ موضوعٍ آخر.

’ سو هيون..‘

’اجل؟‘

’ هل ستجعلينَ نفسيَ التسـعَ و التسعين سعيدَة؟‘


'هل ستكونين منقذتي الكُبرى؟'

’هل انت بخير؟‘


’ اجيبيني فقط..‘


أجل.. سأبقى معك.. لأجعلكَ سعيدًا دائـمًا..‘


’ إذاً.. لن تتركـينني ؟ ‘


’ اجل..‘

قالت ذلك بإبتسامةٍ رُسِمَت على وجهها، وكان تايهيونغ سببها.

أحست سوهيون بأن تايهيونغ بهذا الوقت غريبُ الاطوار.
يتكلم ما لا تفـهَمُه.. لا تفهم حرفياً الذي يقوله، مما زاد قلقها و حُبها به..
    
يتبع..

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.Where stories live. Discover now