أوراق صغيرة.

265 24 8
                                    

اليومُ التالي كان يومُ الخميس.. أي آخر أيام المدرسةِ في هذا الأُسبوع.
قررت سوهيون نفس قرار البارحةِ بأن تذهبَ للمتجر.. و لكن، اليومُ هدفها قد تغير، فقد كانت لا تملكُ هدفاً للذهابِ البارحة اليهِ، و اليومُ هدفها لقاء ”رجل البيانو“

و اليومُ لم تنسَ فقد كانت تفكر طوال الصباح فيه.

ذهبت للمتجر مُتأملةً أن تجدهُ جالساً على كرسي البيانو.. و لم يخِب أملها حقاً! فقد رأتـهُ يجلسُ بكيانِهِ المسـتقيمِ على ذلك الكُرسيِّ الصغير.. و هِي تنظُرُ اليهِ بصمتٍ كَي لا يهـرُبَ مرةً ثانيةً.

كان في حوزتها دفتَرُ الرسمِ الخاصُّ بها، فقد كانت جيدةً في الرسم أيضاً، و لكن لا أحد يعلمُ بذلك فقد كانت تخفيه و لا تتفرغُ للرسمِ الا بوقتِ النومِ حيثُ سريرُها.

أخـرَجت دفترها و جلست على مقعدٍ خلفَ البيانو حيثُ لا تُرىٰ من قِبلِ الرجُل.
’هذا المنظَرُ يستحقُ أن يُخلّد بدفتري‘
أخذت لترسمَ و بعد دقائقٍ إلى رُبُعِ ساعةٍ تقريباً، أكملت رسمتها و كانت مُطابقةً لمنظَر رجلِ و البيانو ذاك..

’سأُريهِ الرسمة! و إن هَرَب سأُلقِنُه دَرساً!‘
قالت تلكَ الكلمات بكُل عزيمةٍ و نهضت من مكانها
’أهلاً!!‘

نطقت مُلَوحةً إليهِ بعد أن وقفت أمام البيانو.. و العجيبُ أن الرجلَ قد إبتسم! كانت في غايةِ السعادة لأنهُ إبتسمَ لها !!
’هل تذكرتني؟‘
هزّ رأسهُ بإيماءةٍ و إبتسامةٍ لـيُطَمئِنَها، فإبتسمت هي الأخرى .. بعد ثوانٍ أخرجت كُراسةَ الرسمِ من خلفِ ظهرها لتُريهِ لوحتها..

’انظُر هذهِ الرسمة، لقد رسمـتُها الآن!‘

إلتقطها منها فبدأ يتأمّلُها بعينيهِ الأدعَجتين مُتبسِّماً فاهُ، مما جعَل سوهيون تشعُرُ بالفخر لأنها أفرَحت الرجل!!

بعد دقائقٍ من تأمُّلِّهِ للرسمةِ تناوَل بيديهِ دفترَ ملاحظاتٍ صغيرٍ و قلماً كانتا على الآلةِ بجانبهِ، و يبدو أنهُ يحمِلُهم معهُ في كل مكان، مزَّق ورقةً ليَكتُبَ فيها

’أشكُرُكِ جدّاً، الرسمةُ أعجبتني حقاً!‘
كتبَ ذلك و أعطاها إليها، تناولتها بيديها و قرأت المكتوب، ابتسمت و قالت له : ’على الرحـبِ و السـعة!‘
بعدَ ثوانٍ نطقت..
’أنا إسمي لي سوهيون، هَل لي بمعرفةِ أسمك؟ إذا كُنتَ ترغبِ في ذلك..‘
أخذَ ورقةً أخرى ليكتُبَ فيها..
’أنا كيم تايهيونغ.. تشرَّفتُ بمعرفتك، إسمكِ جميلٌ حقاً!‘

لو تستطيعُ الكلماتُ وصفَ سعادةِ و خجَل سوهيون لكانت قد كُتِبت أمامكم! كانت على وشكِ الصراخ ، لكن خوفاً من أن يهرُب منها المُدَّعى ”كيم تايهيونغ“
التزمت بشُكرِهِ فقط..

بعد دقائقٍ قامَ كيم تايهيونغ من كُرسيِّ البيانو قاصداً الخارج، و كانت المرة الأولى لسوهيون أن تنتبهَ لمظهرهِ و تُدَقِقُ هكذا.
كانَ حَسِن المظهر خاطِفاً للأنظارِ مُونِقَ الشكل.. كان وسيماً!
أكتفت بتلويحِ يدها و إبتسمت له..

كالعادةِ عند رجوعها لم تكُف عن التفكيرِ بهِ و النظرِ الى لوحةِ الرسمِ والأوراق الصغيرة التي كتب بها.. فكرت لوهلة.. هل هو أبكمٌ لا يستطيعُ الكلام؟ و غطت بنومٍ عميقٍ بعد تفكيرٍ أعمق.

يتبع..
                

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.Where stories live. Discover now