هديّتي.

180 18 1
                                    

كانَ يومًا رائعًا بالنسبةِ لهُما .. كما ان تشجيعَ تايهيونغ لها امدّها بالطاقة لتدرُس و لا تحِسّ بالملل..

و في يومٍ يجرُ ساعاتهُ ببطءٍ إستفقدت سوهيون إتصالات تايهيونغ اليوميّة.
فهو يرسلُ لها الرسائل و يتصل بها مرات عديدة في اليوم إلّا اليوم.
أمست الثانيةَ ظُهرًا و هو لم يردَ عليها و لم يتصل فقررت أن تذهب لمنزلهِ لعلها تجدُه و تطلبُ تفسيراً للأحداثِ المفاجأةِ تلك..

طرقت الباب و لم يخرج أحدًا مما زاد قلقها و توترها.. إتصلت به و لكن هذه المرة رُفعَ الخط! و لكن من؟ هل هو؟ ام من ؟.

- تايهيونغ أين انت؟ لمَ لمْ ترد عليّ ماذا حصل معك ؟.

- هل أنتِ وصيّة كيم تايهيونغ ؟.

- أجل.. و لكن من أنتِ ؟.

- انا ممرضته ، إنّه في المستشفى المحلّية، لقد تعرض لحادث سير.

- أنا قادمةٌ على الفور.

أغلقت الخط و أخذت أقرب سيارة اجرة على طريقها و عقلها لم يتوقف عن التفكير كليًّا.

وصلت للمستشفى و اعطت للسائق أُجرتَه و هرولت لتسأل عن مكان مكوثِ تايهيونغ.

اشارت لها إحدى الممرضات بمكانِه و قد أخذت الإذن بالدخول.

دخلت غرفته الخاصة و كان تايهيونغ مُمَدّدًا على فراشهِ و يغلفُ رأسهُ الضمادُ الأبيضُ و ما كانت سوهيون سوى تمثالٍ تنهمرُ دموعهُ بشكلٍ هستيري.

كانت قد فوجئَت من منظره فلم يسبق لها رؤية شخص هكذا و قد رأت ذلك مع تايهيونغ !.

جلست بهدوءٍ بجانبهِ على سريرهِ متأملةً تفاصيل وجهه الدامية و كَرزتيهِ المُزرَقّة.

”أيُّها الاحمق..“
نبست مع دموعها المنهمرةِ على وجنتيها.

”هل هذهِ طريقتكِ في إلقاءِ التحيّة؟“
قال تايهيونغ بتعبٍ ليجعلها تجفلُ من مكانها متفاجئةً منه.

”قُم ببيعِها“
قالت ذلك بصعوبة و كأنها كانت تعُاني كثيراً بتحيركِ فمها.

”مالذي تتكلمين عنه ؟“
قال لها رافعاً رأسهُ

”سيارتك، قم ببيعها ألا ترى كم من المتاعب سببت لك ؟“
قالت ذلك بعصبية.

”على مهلك لا تكوني عصبية ، ألا ترين انّي في حالةٍ مُزرية و لا أقدرُ على أبداء أي ردة فعل ؟“
انتشلت نفسها منتصبةً لتعانقهُ برقةٍ بينما تذرفُ دموعًا كأنها كانت تحبسها منذُ أيام.

”ألا تفهمُ أنّي لا استطيعُ قضاءَ يومٍ واحدٍ أو حتى نصفَ يومٍ دون أن تطمئن عليّ؟ أو دون أن أحظى بوقتٍ معك؟ ارجوك تحسّن سريعاً“

اكتفى تايهيونغ بإبتسامةٍ شاحبةٍ و عناقٍ لطيف.
”شكراً لكِ حقا، أنتِ هديّتي التي أحبّها“

يتبع...

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن