حبيبي.

211 17 3
                                    

’ألَا يجبُ أن تفكرِي أنتِ لماذا احببتك؟ أَلَا يجبُ أن تفكرِي في إيجابياتكِ قبل سلبياتك؟ إنّي فورَ رأيتك لم أرى سلبيةً تشعُ منك، لم أرَ شيئاً خاطئاً فيكِ، أنا لا أرى سوى مثاليّتكِ، لا تفكري في كيف احببتك، فكري كيف ستُعطيني الحُبّ و تجعلينني اطيرُ في السماءِ من حُبّي و سعادتي، هل يمكنكِ إسعادي بإبتسامةٍ صغيرةٍ ولو؟ أريدُ أن أراها ليتحسن مزاجي ..‘

قال ذلك و هو يهمسُ بكل مشاعر لتزداد شهقاتها لتجعلهُ حائرًا ماذا يفعل.. بعد ثوانٍ قليلة أخرجت رأسها من حُجرِه بإبتسامةٍ مع دموعٍ في عينيها لتقول له.

’شكرًا لكَ كثيرًا‘

مسحَ خدّيها من الدموعِ التي أفسدت جمالها، فأبتسمت له وذهبَ ليوصلها لمنزلها حين كانت الساعةُ تُشيرُ للسابعةِ مساءًا. و توجه الآخر إلى منزلهِ أيضًا.

تايهيونغ كانَ مسرورًا جدًا لأنه توقع أنها ستقبل به و لم يخب أمله، كان يتقلبُ في فراشهِ كالأهبل.

لم يظن يومًا أن الحُبّ قد يعميهِ هكذا.

و لكنّه فجأة تذكرَ شيئًا قد يكونُ مُهمًا بالنسبةِ لسوهيون.. نهض من سريره ليقف و ينتشل هاتفهُ من جيبه.

تايهيونغ : [أهلاً.. مالذي تفعلينه؟.]

سو هيون : [ أعدّ العشاء مع أمّي، وانت؟]

تايهيونغ : [ حسنًا لن أُعَطّلك سأتصلُ بكِ في وقتٍ لاحقٍ، إلى اللقاء]

سو هيون : [ إلى اللقاء.. حبيبي.]

هل تايهيونغ يحـلُم؟ هل قالت لهُ حبيبي للتّو؟ كانت ابتسامتُه لا تُفارقهُ أبدًا لهذه الكلمة، تسائل عن شعورها.. كيف تشعر و هي رددت هذه الكلمة؟ أهيَ تبتسمُ أيضاً؟

في جانبٍ آخر كانت سو هيون لا تتوقف عن الإبتسام مما أصبحت أمها تضربها بالملعقة الكبيرة على رأسها، لكن من يلومها؟ فكان شعورها كأنها أفسدت الأمر و لكنها كانت تضحك.

’حقاً اصبحت إبنتي مجنونة بسبب تايهيونغ‘
قالت ذلك لتُصدم سو هيون لأن أمها علمت بالذي تفكر فيه!

’و من الذي قال لكِ أنّي أفكرُ فيه الآن؟‘

نطقت سو هيون تُنكر تفكير أمها.

نظرت لها امها بنظرة مخيفة ثم رجعت تقلبُ البطاطا من على المقلاة قائلةً لها..

’اذهبي و حدّثيهِ لابدّ أنه ينتظرُكِ‘

قالت أمها مبتسمةً.
تفاجئت سو هيون من كون امها علمت مباشرةً بالأمرِ ثمّ ذهبت لغرفتها لتتصلَ به.

’أهلاً‘
قالت بتملل.

’تقولينَ اهلاً هكذا بسهولة؟ كيف لفتاةٍ أن ترحبَ بحبيبها بهذه الطريقة؟ أنتِ حقًا حبيبةٌ سيئة.‘

قال ذلك بطريقةٍ مصطنعاً الجدّية ليجعلها تضحك و يضحك هو أيضاً.

’ياه! مالذي تريدُ أن أفعله إذا؟ هل أرقص و أصرخ بصوت عالٍ مثلا؟ لقد كنّا مع بعضٍ منذ ساعتين فقط! يالكَ من محتال.“

قالت ذلك بينما الكلمات تخرجُ من فمها بسرعةٍ لخجلها

’قولي أهلاً حبيبي‘ كان يبتسم بمكرٍ.

قال ذلك ليجعلها تغلقُ الخط بوجهٍ اشبه بالطماطم لتخجل من فعلتها هذه و تعاود الأتصال به وتعتذر منه.

’أنا آسفة... حبيبي..‘

قالت "حبيبي" بشيءٍ من الخجل و صوتٍ دافئ مما جعل قلب تايهيونغ يذوب حبّاً بهذه الكلمة.

’آه.. هل تعتقدين أنّي سأتضايقُ لو أقفلتي الخط بوجهي و بعدها تناديني حبيبي ؟‘

’همم.. لا اعتقدُ ذلك..‘

قالت ذلك بدلع مصطنع منها.

’حسنًا أنتِ تعلمين ذلك، و هذا كافٍ‘

’أذاً سأستخدمها عندما تغضب و تكون حزيناً ليذهب حزنك، سأعتبرها كسلاح‘

قالت ذلك بقليلٍ من المزاحِ لينفجرا ضاحكين على الخط.

’سو هيون متى عيد ميلادك؟‘

قال ذلك بستاؤل..

’في الأول من مايو‘

’همم.. لم يتبقَ سوى ثلاثةِ أشهرٍ تقريبًا أليسَ كذلك؟‘

’نعم أعتقد ذلك.‘

سكتت لبرهة من الزمن و عاودت كلامها.

’و انت؟ متى عيد ميلادك؟‘

’في الثلاثون من ديسمبر.‘

’انت في نهاية السنة، هذا لطيف.‘

’حسناً إذا.. سأذهبُ الآن وداعاً.. حبيبتي‘

’ياااه لا تقل ذلك‘

قالت و هي تكادُ تموت خجلاّ.

’حسناً الى اللقاء عزيزتي‘

’هل تفرق؟‘

’أجل.. هل تريدين أن أوضح لك؟‘

’لا شكرًا، الى اللقاء غداً!‘

أغلقت الخط بسرعه لتذهب و تأكل عشائها و تنام لينتهي يومُها و هكذا يكون أول يومٍ لعلاقتِهِما.
        

يتبع..

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt