الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

تنهد عثمان وهتف في حب حقيقي وتقدير له فهو بمثابة أبٍ له:
-بعد الشر عليك يا عم راضي...ربنا يطول في عمرك...ربنا يعدلها من عنده.

-تفاءل خير والخير جاي جاي...

قال راضي تلك الكلمات وصدع صوت أنثوي رقيقٍ كصاحبته التي لم تكن سوى نهال:
-مساء التماسي على أحلى عم راضي في الدنيا

اتبعه صوتِ أخر:
-مساء الخير يا بابا

نهض عثمان من جلسته وأستدار برأسه وهل له أن يبقى مكانه بعد أن سمع صوتها الذي بحديثها العابر والعفوي تستطيع السيطرة على كامل خلاياه بطريقة ساحرة وأحترافية دون أن تقصد فما باله لو كانت تقصد!!!

هتف راضي في ترحاب:
-أهلا يا بنات ايه النور ده...والله المكتبة نورت النهاردة...ايه جبتوا الحاجات اللي كنتم عايزنها.

رفعت يقين ونهال الحقائب البلاستيكية التي يحملوها فكانت يقين تريد شراء ملابس بينما نهال تشتري بعض الأغراض المنزلية مستغلة تواجد أقارب رامي في شقته ويقوموا بخدمته وهتفت نهال:
-اه الحمدلله...بس الدنيا كانت موت النهاردة...

ثم أردفت موجهه حديثها إلى عثمان في حفاوة:
-ازيك يا عثمان عامل ايه.

أجابها عثمان في رسمية كعادته:
-أنا الحمدلله يا أنسه نهال..

ألتفت عثمان وأخذ الكتب والروايات المتواجدة جانبًا ويستعيرها من راضي وأردف:
-أنا ماشي يا عم راضي هبقى أعدي عليك بكرا.
-مع السلامة يا ابني...

قالها راضي ثم غادر  تحت استغراب نهال ويقين...ولكن نهال من سماتها أنها فتاة فضولية وقوية الملاحظة كأغلب الفتيات...

فأردفت نهال في نبرة مستفسرة:
-هو عثمان واخد الكتب دي لمين؟

تحدث راضي وهو يقوم بترتيب الرف المتواجد أمامه والذي توقف عن ترتيبه حينما جاء عثمان...
-واخدهم لنفسه هو هياخدهم لمين يعني يا بنتي.

تحدثت نهال في فضول بينما يقين جلست على المقعد تقوم باخراج ما قامت بشراءه:
-هو عثمان بيقرأ بجد؟؟ ده بيقولوا مكملش تعليمه

عقب راضي على حديثها وهو يقوم بتعديل نظارته الطبية:
-الانسان المثقف مش شرط يكون معاه شهادة التعليم العالي بتاعتكم...أغلبكم معاكم شهادات بس جهلة...أنا أهو معيش شهادة ولا هو كمان ونفهم أحسن من عشرة معاهم شهادات زيكم

غمغمت نهال في حرجٍ:
-والله أنا مش قصدي حاجة يا عم راضي...

ثم حاولت تغيير الموضوع في خفة:
-صحيح جبتلي الرواية اللي طلبتها منك؟

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now