الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)

ابدأ من البداية
                                    

نظر لها «وليد» بإستفزاز قائلًا:
"والله لما يبقى إسمك وليد نبقى نفطرك"

مسكت «خديجة» الوسادة الموضوعة على الأريكة بجانبها وضربته بها، بينما «زينب» ضربت كفًا بالأخر ثم تركتهم ودخلت المبطخ، وبمجرد دخولها نظر «وليد» في أثرها ثم قال:

"تعالي أقولك بقى عملت إيه في مُشيرة إمبارح بعد ما مشيتي أنتِ و ياسين"

جحظت عيناها للخارج ثم قالت بحماس:
"أحكي بسرعة عملت إيه؟"

أومأ لها ثم شرع في قص ما قام بفعله مع عمته.
______________

في نفس الوقت إستيقظ «ياسين» من نومه على صوت هاتفه، قام من فراشه وتحمم في مرحاض غرفته، ثم قام بتأدية صلاة «الصبح»، ثم جلس بعدها يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ولكن ذكرها هي «خديجة» كان الغالب في الدعاء، فبدون أن يشعر وجد نفسه يدعو لها بصلاح الحال وأن يجعلها خير زوجة له وأن يقربهما سويًا في طاعته.

بعد تضرعه لله، خرج من غرفته ثم تناول وجبة الإفطار مع والديه تحت نظرات الخبث منهما على وجهه المشرق المرتسم عليه بسمة عذبة، كما أن هذه لم تكن عادته تناول الفطار صباحًا، فتحدث والده بخبث قائلًا:

"دا صحيح الحب بيغير يا زُهرة، هو بقى فاتح شهية الأيام دي؟"

وبنفس نبرة الخبث ردت عليه «زُهرة»:
"بتقول كدا ليه يا رياض ؟ ولا قصدك يعني على إن فيه ناس بقت تفطر وتغني؟"

كل هذا الحديث الدائر و «ياسين» يتصنع التجاهل، لأنه يعلم أن الحديث عائد عليه، فسأله والده مُستفسرًا بخبث:

"متعرفش يا ياسين دا إيه دا ؟"

نظر له «ياسين» بخبث قائلًا:
"لأ يا رياض معرفش دا إيه، مش أنتَ حبيب قديم وفي الكار دا بقالك كتير قولي أنتَ بقى دا إيه"

رد عليه «رياض» بِفطنة:
"دا الحب يا ياسين ومتنكرش علينا، علشان أنا حافظك، اللي أنتَ فيه دا أول حاجة بعد دقة قلبك للحب"

إبتسم «ياسين» ثم قال:
"بالظبط كدا يا رياض اللي أنا فيه دا حب، ومش هنكر علشان أنا نفسي مش مصدق إن ممكن كان يجي يوم وأحب حد كدا"

إبتسمت «زُهرة» ثم قالت:
"ياولا دا أنتَ حتة مني وأنا عارفاك وعارفة كل حاجة فيك، ربنا يسعدك ويجبر بخاطرك"

إبتسم «ياسين» على حديثهما ثم ألقى تحية الوداع عليهما وذهب إلى مقر عمله.

وعلى الجهة الأخرى في شقة «خديجة» قام «وليد» بـ قص ما فعله على «خديجة» التي شهقت بقوة مما فعله بعمته ثم قالت بحنقٍ:
"ليه كدا يا وليد؟ ليه تعمل كدا، إفرض زعلت"

نظر لها بسخرية ثم قال:
"أنتِ عبيطة يا خديجة؟ ما تزعل عادي ماهي نفسها قالت إنها بتكرهك وبتكره أمك، وإمبارح كان كل همها إن تحرجك قدام ياسين بس هو بقى طلع ناصح وعرف يسكتها"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن