-الفصل الأربعــــون

4.1K 274 10
                                    


((40))
_الفصل _الأربعــون
‏﴿ ﺇِﻥ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨﺎﺕِ ﻳُﺬْﻫِﺒْﻦَ ﺍﻟﺴﻴِّﺌَﺎﺕِ ﴾
-‏ٰالحَمدللّٰه أنَّها ليسَت دَارَنا ولا دِيارَنَا وأنّ المُستقر بجوارِ رَبِّ العَالمين.
-"يَـظُنُّ النـاسُ بِي خَيراً؛ وإنّي لَشرُ الناسِ إن لَم تَعـفُ عَنّي." !
-‏ربِّ أقَم قلبي على كل دربٍَ تحِبهُ وترضاه.
-اللهُم لُطفك بقلوبنا وأحوالنا وأيّامنا
اللهُم تولنا بسِعتك وعظيم فضلك''
‏سبحان الله ، الحمدلله ، لا اله الا الله ، الله اكبر ، لا حول ولا قوة الا بالله ، استغفر الله.
"‏صَلَّى عَليكَ اللّـهُ يَا مَن ذِكرُهُ
شرَحَ الصُّدورَ وطيَّبَ الآفَاقَا
إنْ لمْ نكنْ مِمَّن رآكَ فإنَّنَا
توقًا إليكَ نُعانِقُ الأشْواقَا"
.…………………………………………………………………………………………………......

استندت برأسها علي كتف جدتها "نازلي" تطوق خصرها بيدها كالأطفال تحتضنها باشتياق عارم ، فقد كانت المُفاجأة بالنسبة إليها هي قدوم جدتها إلي الوطن ليكن منزلها أول من تطأه قدماها  ..

تشبثت بجدتها باشتياق و كذلك الجدة أخذت تُمشط خصلاتها البُنية بأناملها كما اعتادت الفعل مع حفيدتها ، طال غيابها هذه المرة ببلدها لـ يقوم ذلك الشاب المدعو بزوجها بإعادتها إلي منزله لو كانت هُنا وقتئذ ما سمحت بحدوث ذلك بتاتاً  ..

لكن لا مفر من الحقيقة إنه مُغرم بـ حفيدتها الجميلة و أيضاً أرزان مُتيمة عشقاً به و لهذا أتت كي تضع حداً للماضي و النقط علي الحروف كما يُقال !

ارتسمت بسمة واسعة علي شفتاي أرزان تغمغم باشتياق باللكنة التُركية لغة جدتها الأُم:
-اشتقت لكِ كثيراً جدتي  ..

ردت الجدة باشتياق مُماثل للنُسخة المُصغرة منها:

-وأنا أيضاً ابنتي  ..

شردت زرقاويتيها بالفراغ و قالت تتشبث بأحضان جدتها أكثر:

-لقد طال غيابك جدتي قد كُنت كـ الغريب وسط أهله و بعودتك كمن عاد إلي وطنه و أرضه  ..

صمتت الجدة للحظات قبل أن تغمغم بـ حقيقة ثابتة بالواقع:

-لستُ أنا وطنك بل ذلك المُسمي بزوجك هو وطنك  ..

رمشت أرزان بأهدابها عدة مرات بصدمة قبل أن تبتعد عن أحضان جدتها تجلس قبالتها و تشدقت بصدمة:

-م ماذا ؟!

أومأت الجدة برأسها تؤكد لها ان ما سمعته تواً حقيقياً ، قالت الجدة بتنهيدة حارة تُمسك بيدها وتضمها بين كفيها المُجعدان:

-نعم صغيرتي هو وطنك ، مُنذ لحظة ولادتك و أنتِ كُتبتِ علي اسمه فـ صار قلبك له ! لقد كنتما علي عهدٍ بالعشق و البقاء للأبد و كان للقدر رأيه بقصتكما بالفراق ثم العودة إليه هو وطنك عشقك من أحببته حد الجنون  ..

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن