الفصـل_الواحد و العشرون

5.8K 402 19
                                    


صلي على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد !!!
سبحان الله العظيم !!!
استغفر الله العظيم واتوب إليه !!!
..........................

خطوة واحدة تفصلك عن أحلامك !..
سعيت وراء حُلمك كـ الفهد بـ الأدغال ! و أمسكت به بيد من حديد ! لكن يبقي السؤال الأهم هُنا ؟! ما هو حُلمك يا عزيزي ؟! أحُلمك أيام الطفولة بأن تُصبح طبيباً كي تُعالج المرضي و تساعد الفقراء ! أم عندما كبرت قليلاً لتتسع عينيك علي العالم الخارجي ! أم حُب المراهقة و تلك الدقة الأولي التي يُميزها القلب ! أم تلك الزرقاويتيان الساحرة تأسرك بلا نشب الحروب !.
جلست علي الفراش و الابتسامة الواسعة ترتسم علي مِحياها ! عادت إليها حياتها القديمة !عائلتها، والدها، والدتها، أخيها، وشقيقتها ! و عادت إليها روحها المفقودة ! ذاتها التي خسرتها في حقد و غل دون أي سبب.
طرقت أيسل الباب تدخل بعدها!.. تحمل بيدها طاولة صغيرة رصت عليها أصناف عديدة من الطعام و الشهية ! ابتسمت لها روفان و همت بالنهوض كي تُساعدها و تحمل عنها.. زجرتها أيسل بعينيها و قالت بتعنيف مُحملة بلهجة الأمر:
-أرجعي أُقعدي مكانك ! أنا هعرف احطهم لوحدي.
هتفت روفان تضغط علي شفتيها بحرج:
-خليني أساعدك حتي انا تعبتك معايا ! أنتِ بقالك يومين هنا بتهتمي بيا و سايبة ابنك اللي لسه صغير.
وضعت أيسل الطاولة الصغيرة علي الفراش وجلست بجانب شقيقتها و قالت بنبرة حانية:
-أنتِ تعبانة و محتاجة ترتاحي ! و أنـا متعبتش علفكرة.. تعبي إنك متبقيش مرتاحة و مش عايزاكي تقلقي من حاجة ! باسل ماما عشق بتهتم بيه و مش سايباه خالص كـ إنه ابنها مش حفيدها ! و جواد سافر يومين تبع الشغل في الغردقة و حالياً يُعتبر أنا فاضيتلك يا جميل.

ابتسمت روفان بسعادة و تلألأت العبرات بداخل مقلتيها ! كادت بغبائها و حقدها أن تبتعد عمن يحبوها.. ليتها استمعت إلي نصائح أيسل بالماضي حول وهم العشق الذي تحيــاه ! بقدر ما كانت تتألم الأيام الماضية من الندم علي جرائمها بحق الجميع إلا أنها اكتسبت الآن عائلتها ! و مسكنها و راحتها.
طفرت دِمعة من عيناها تنظر إلي أيسل بحُب كبير ! تطلعت إلي عبراتها بشهقة ! أمسكت يدها و هتفت بقلق بالغ:
-أنتِ بتعيطي ! مالك يا روفان ؟!
حدقت بخضراويتيها بلهفة أيسل ! و نبرة القلق الطاغية علي صوتها.. كم كانت قاسية بالماضي كي ترمي بعواطفها و سعادتها من أجـل اللاشئ !. مسحت دموعها بكف يدها و قالت بابتسامة باهتة:
- كل ما أشوف لهفتك عليا و خوفك ! أفتكر كل اللي كنت بعمله زمان.. بس أنـا ندمت عليه ! إزاي كُنت بالغباء ده عشان ما أسمعش كلامك و نصايحك !؟ إزاي كنت قاسيـة بالشكل ده و أنا ببعد عنكـم و كل اللي شاغلني حُبي لآسـر اللي ملوش وجود ! بفتكر يوم ما أكتشف لعبتي وهو بيلومني و إلا نظراتكم اللي كانت بتقتلني ! ببقا عايزة أضرب نفسي ميت قلم.. نظرات بابا كانت بتقتلني ! مليـانة عتاب و لـوم و خـذلان ! أنـا خذلته و خذلت تربيته ليـا لما اتعاونت مع الشيطان ! من كُتر مانا كارهة الشخص ده و إنه السبب في كل عذابي مش قـادرة أنطق اسمه ! منكرش إن أنا روحتله و طلبت مساعدته بس متخيلتش إنه يوصل بيه للدرجة دي ؟! بـس أنـا ندمانة فعلاً !..
قالت آخر كلماتها بصدق إلتمسته أيسل بصوتها !. أخفضت عينيها و نظرت إلي روفان التي احتضنتها بين كفيها ! لترفع بؤبؤ عيناها إليها ثـم ابتسمت لهـا قائلـة:
-مقدرش أحاسبك علي حاجة حصلت زمـان !؟ طالما عرفتي غلطك فين دا الأهم و إننا منكررش غلطنا و نتعلـم منها ! اختبارات الحياة و تجاربها بتعلمنا الصح من الغلط ! و أنا عايزاكي ترمي الماضي ورا ضهرك و نبدأ بـ صفحة جديدة حياتنا الجايـة !...
طأطأت روفان رأسها و قالت بإحبـاط:
-بس أنـا خايفـة ! خايفة أخذلكم تاني.. خايفة في يـوم أحطكم في موقف مُخجل زي زمـان ! أنـا مش هقدر يا أيسل..متتأمليش من إنسانة فاشلة زيي إنها تنجح في يوم !..

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةWhere stories live. Discover now