صلي على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد !!!
سبحان الله العظيم !!!
استغفر الله العظيم واتوب إليه !!!
..........................خطوة واحدة تفصلك عن أحلامك !..
سعيت وراء حُلمك كـ الفهد بـ الأدغال ! و أمسكت به بيد من حديد ! لكن يبقي السؤال الأهم هُنا ؟! ما هو حُلمك يا عزيزي ؟! أحُلمك أيام الطفولة بأن تُصبح طبيباً كي تُعالج المرضي و تساعد الفقراء ! أم عندما كبرت قليلاً لتتسع عينيك علي العالم الخارجي ! أم حُب المراهقة و تلك الدقة الأولي التي يُميزها القلب ! أم تلك الزرقاويتيان الساحرة تأسرك بلا نشب الحروب !.
جلست علي الفراش و الابتسامة الواسعة ترتسم علي مِحياها ! عادت إليها حياتها القديمة !عائلتها، والدها، والدتها، أخيها، وشقيقتها ! و عادت إليها روحها المفقودة ! ذاتها التي خسرتها في حقد و غل دون أي سبب.
طرقت أيسل الباب تدخل بعدها!.. تحمل بيدها طاولة صغيرة رصت عليها أصناف عديدة من الطعام و الشهية ! ابتسمت لها روفان و همت بالنهوض كي تُساعدها و تحمل عنها.. زجرتها أيسل بعينيها و قالت بتعنيف مُحملة بلهجة الأمر:
-أرجعي أُقعدي مكانك ! أنا هعرف احطهم لوحدي.
هتفت روفان تضغط علي شفتيها بحرج:
-خليني أساعدك حتي انا تعبتك معايا ! أنتِ بقالك يومين هنا بتهتمي بيا و سايبة ابنك اللي لسه صغير.
وضعت أيسل الطاولة الصغيرة علي الفراش وجلست بجانب شقيقتها و قالت بنبرة حانية:
-أنتِ تعبانة و محتاجة ترتاحي ! و أنـا متعبتش علفكرة.. تعبي إنك متبقيش مرتاحة و مش عايزاكي تقلقي من حاجة ! باسل ماما عشق بتهتم بيه و مش سايباه خالص كـ إنه ابنها مش حفيدها ! و جواد سافر يومين تبع الشغل في الغردقة و حالياً يُعتبر أنا فاضيتلك يا جميل.ابتسمت روفان بسعادة و تلألأت العبرات بداخل مقلتيها ! كادت بغبائها و حقدها أن تبتعد عمن يحبوها.. ليتها استمعت إلي نصائح أيسل بالماضي حول وهم العشق الذي تحيــاه ! بقدر ما كانت تتألم الأيام الماضية من الندم علي جرائمها بحق الجميع إلا أنها اكتسبت الآن عائلتها ! و مسكنها و راحتها.
طفرت دِمعة من عيناها تنظر إلي أيسل بحُب كبير ! تطلعت إلي عبراتها بشهقة ! أمسكت يدها و هتفت بقلق بالغ:
-أنتِ بتعيطي ! مالك يا روفان ؟!
حدقت بخضراويتيها بلهفة أيسل ! و نبرة القلق الطاغية علي صوتها.. كم كانت قاسية بالماضي كي ترمي بعواطفها و سعادتها من أجـل اللاشئ !. مسحت دموعها بكف يدها و قالت بابتسامة باهتة:
- كل ما أشوف لهفتك عليا و خوفك ! أفتكر كل اللي كنت بعمله زمان.. بس أنـا ندمت عليه ! إزاي كُنت بالغباء ده عشان ما أسمعش كلامك و نصايحك !؟ إزاي كنت قاسيـة بالشكل ده و أنا ببعد عنكـم و كل اللي شاغلني حُبي لآسـر اللي ملوش وجود ! بفتكر يوم ما أكتشف لعبتي وهو بيلومني و إلا نظراتكم اللي كانت بتقتلني ! ببقا عايزة أضرب نفسي ميت قلم.. نظرات بابا كانت بتقتلني ! مليـانة عتاب و لـوم و خـذلان ! أنـا خذلته و خذلت تربيته ليـا لما اتعاونت مع الشيطان ! من كُتر مانا كارهة الشخص ده و إنه السبب في كل عذابي مش قـادرة أنطق اسمه ! منكرش إن أنا روحتله و طلبت مساعدته بس متخيلتش إنه يوصل بيه للدرجة دي ؟! بـس أنـا ندمانة فعلاً !..
قالت آخر كلماتها بصدق إلتمسته أيسل بصوتها !. أخفضت عينيها و نظرت إلي روفان التي احتضنتها بين كفيها ! لترفع بؤبؤ عيناها إليها ثـم ابتسمت لهـا قائلـة:
-مقدرش أحاسبك علي حاجة حصلت زمـان !؟ طالما عرفتي غلطك فين دا الأهم و إننا منكررش غلطنا و نتعلـم منها ! اختبارات الحياة و تجاربها بتعلمنا الصح من الغلط ! و أنا عايزاكي ترمي الماضي ورا ضهرك و نبدأ بـ صفحة جديدة حياتنا الجايـة !...
طأطأت روفان رأسها و قالت بإحبـاط:
-بس أنـا خايفـة ! خايفة أخذلكم تاني.. خايفة في يـوم أحطكم في موقف مُخجل زي زمـان ! أنـا مش هقدر يا أيسل..متتأمليش من إنسانة فاشلة زيي إنها تنجح في يوم !..
YOU ARE READING
غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملة
Mystery / Thrillerمَا كان بَيننا جَريمة ! كُنتُ سَجانك و كُنتِ الأسيِرة ، ظَلمتُك أعتَرف فَـ هَل تغفري لِي ؟! رواية غفران "قيود بلا حدود" لـ أميرة عمرو ... مُكتملة