ــ الفصل الواحد و الثلاثون ــ

5.3K 344 47
                                    

سبحان الله وبحمده♥ سبحان الله العظيم ..
استغفر الله العظيم ..
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺..

                                      *******
شَيءٌ مَا يَنقُصني، رُبما أمل، رُبما نسيان، رُبما صديق، رُبما أنَا _محمود درويش _
                                       *******

الأحلام و الواقع ما هي إلا أشياء مُتناقضة ، أشبه بالمد و الجذر ، الليل و النهار ، الأرض و السحاب ..

تفاجئت زينب بـ كونها ستعمل مع عليِ بمكانٍ واحد ! الأسئلة تتقاذف بعقلها كـ التيارات ، فـ هما لا يتقبلان بعضهما و الأدهي أنها تبغض وجودها معه بنفس المكان ..

كل مرة يتقابلان بها يشب شجار و عراك بين الاثنين ، فـ علاقتهما أشبه بالمد و الجذر ، السالب و الموجب ، لطالما موجب مع موجب و سالب مع سالب يتنافران فـ الأقطار المتشابهة تتنافر ، و التجاذب يحدث في العكس ، و كلاهما يتشابهان بكونهما عنيدين و يتبادلوا الكره و الحقد للطرف الآخر ..

بالنهاية ازالت الأفكار السوداوية من عقلها ، و إنكبت علي فكرة واحدة كونها وطدت علاقتها بـ زملائها بالمكتب عدا تلك الفتاة التي لم تروقها أبداً ..

جاء موعد استراحة العمل لتنهض من مكتبها إلي الخارج كي تتناول وجبة الغداء بأحد المطاعم القريبة من المركز ، كانت تمشي و هي تمسك بهاتفها غير منتبهة ، دون سابق إنذار وجدت يد تجذبها إلي الممر الخالي من الموظفين ، شهقت زينب بصدمة لكنه ألصق يده بفَمِها خشية أن تفتضحه ..

تملصت زينب بجسدها و هي للآن لا تعلم من هذا؟. رفعت بصرها لتتفاجئ بـ عليِ من تجرأ علي فعلها ، همهمت من اسفل يده و لم تتوقف حركتها ، ألصقها بالحائط و حاصرها بجسده ، إحمرت عيناها تلقيه بنظرات غاضبة كـ السِهام ..

ابتسم علي بانتصار لرؤية غضبها ، و لكنها لم تتوقف عن حركتها مغمغماً بحزم:
ــ بطلي فرك بقاا هما كلمتين هقولهم و هسيبك بعدها ..

همهمت بقوة أسفل يده فإسترسل حديثه بنبرة مُحذراً إياها:
ــ هشيل إيدي بس إياكِ تصرخي فاهمة ..

أومأت برأسها عدة مرات لكن علي عاود تحذيرها بقوة:

ــ أنا حذرتك بس لو مسمعتيش الكلام متلوميش غير نفسك ، أنتِ هنا في منطقتي زي ما بيقولوا ..

حركت رأسها بإيماءة موافقة فأزاح علي يده عن فَمِها ، لتصيح زينب بإنفعال جم:

ــ يـا حيــــــوان ..

انفعل علي من نعتها له بتلك الشَتيمة ، طالعها بحدة متشدقاً بـ هسيس:

ــ لمي لسانك احسنلك ، أنا ماسك نفسي عنك بالعافية و ممسكش رأسك الحلوة دي و أخبطها في الحيطة ..

بَرقت عيناها بصدمة من ذلك البربري يبدو انه لا يختلف عن صديقه ، كزت علي أسنانها كاملة تغمغم بعناد:

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةWhere stories live. Discover now