الفصل_ الخامس _عشر

8.2K 501 73
                                    


يَا مَنْ هَواهُ  أعَزّهُ وَ أَذلّني*** كَيف السّبيلُ إلي وصاِلكَ دُلنيِ
أَنتَ اَلذي حَلّفْتَني وَ حَلّفتَ لي ***وَحَلفْت أنّكَ لا تَخون فَخُنتَني
وَ حَلفْتَ أنّك لا تَميلُ مَع الهَوَي***أيْنَ اليمين وَ أينَ مَا عاهَدْتَني
تَرَكتَني حَيْرانَ صَباً نائِماً***أَرْعَي النُجومَ وَأنتَ فِي عَيْشٍ هَنِيَ

همسات الحب تأتي من صميم القلب، نتعلق بكل ما هو له صلة بالحبيب، نتألم لألمه، نفرح لفرحه، نبتسم لا إرادياً لإبتسامته، و دائماً تكون الأمنية الأولي و الأخيرة هي البقاء لجواره للأبد.

تنشأ روابط أخري بين الإخوة، التفاهم و الصداقة، الحب و الحنان، الخوف و الأمان، دائماً يلازمنا الأخ منذ اللحظة الأولي بالحياة إلي الأبد، اما الصديق فنتقابل معه بصدفة دبرها القدر،  وهذا هو الفرق بين الأخوة و الصداقة لكنها بالنهاية تحمل في طيات مفرادتها مشاعر بريئة غيـر ملوثة أبداً.

حزم "عمار"  أمتعته عازماً علي المغادرة و الذهاب إلي جدته، لن يتحمل البقاء بالمكان الذي سُلبت روح شقيقته بحقد من الشياطين المكاثين بالقصر، فاض به الكيل بالميزان حتي كاد أن ينفجر بالجميع و يظهر أسوأ ما فيه، لكن أخلاقه و مبادئه تتنافي مع ما كان ينتوي فعله، للحظة كاد أن يضعف و يثور لتظهر صورة شقيقته امامه رافضة مبدأ العنف و الخروج عن القيم و المبادئ التي نشأوا عليها منذ الصغر.

حاول" سامر" جاهداً أن يُثنيه عن قراره، لكن العزيمة و الإرادة زادته عناداً، فـ كانت صلابة و قوة "عمار" تحدي للجميع، هو ليس بصغير و لا مراهق بل اصبح شاباً يافعاً يستطيع اتخاذ القرار المناسب الذي يخص حياته، هو الآن أصبح بالجامعة و سيلتحق بكُلية الشرطة ليصير بطلاً مثل أبيه.

أتت "منـي" وتسمرت بمكانها عند عتبة الباب، تطالع ابنها الذي تحامل علي مرضه بقوة كي لا يبقي هنا، شعرت بهذه اللحظة أن ما يحدث عقاباً قاسياً و رداً موجعاً لها عما بدر منها قسوة تجاه ابنتها،  أبناءها يبتعدون عنها واحداً تلو الآخري و هذا زلزال مدمر لقلبها.

انتبه"عمار" إلي وجودها بالغرفة لكنه لم يهتم بالأمر كثيراً  !  ليعاود ترتيب ملابسه بحقيبة الملابس فـ هو لم يمكث سوي يومين فقط  !!  و أحس بالضيق بمكوثه فترة أطول بالقصر.

ازدردت ريقها برعب تقطع المسافة بينهما تغمغم بنشيج متألم لإبنها:-

-بتعمل إيه يا عمار  ؟  أنت هتمشي فعلاً  !  انا افتكرتك بتقول أي كلام في لحظة غضب مش أكتر.

توقف "عمار" عن ضب ملابسه، وتجهم وجهه بضيق يستدير لوالدته مجيباً بفتور:-

-و أنـا من إمتي كنت بقول أي كلام يا ماما  !  أنا لما بقرر حاجة بعملها و مش بتنازل عنها  !!  و انا مش هقعد هنا أكتر من كده كفاية أوي اللي حصل لأختي من ورا العيلة دي.

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةWhere stories live. Discover now