الفصل_السابع_عشر

8K 431 56
                                    


السنـــد ! مهما واجهنا من صعاب نبحث عن السند ! فحينما نغرق بين طلاسم القدر نجد سندنا بالحياة ! بالنهاية هناك سند واحد يساندك بلا مقابل ! الأب هو السند الوحيد بالحياة بوجوده تستشعر الآمان و الراحة ! يطمئن قلبك بغيابه فإسمه يكفي لبعث الأمان إليك بصوت الحنون الرخيم !!

حينما نفقد السند الوحيد بالحياة نشعر بأننا لا نملك أي راحة ! يحتضننا الخوف برحابة صدر !؟ والدك هو سندك بالحياة تستمد منه قوتك و عزيمتك  !..

دلف إلي القصر بـ طلته الجذابة و الساحرة .!.  ابتسامة هادئة مرتسمة علي ثغره فدائماً آخر ما يتمناه كل ليلة ؟.  أن يكون وجهها آخر ما رآه بيومه الطويل ! يقف أسفل البناية التي تقطن بها.. يبعث لها الرسائل الصوتية بصوته العذب يختطف بعذوبة الكلمات المنعشة و المحببة إلي القلب .!.  لم ييأس لحظة بمحاولته استمالة قلبها إليه بكل ثانية وبكل لحظة يدق القلب مرهفاً بالمشاعر باسمها..

صعد الدرج برشاقة لكن لا يزال العبـوس يرتسم علي ملامحه ! لمعة زرقاؤها المحتضنة الحزن و الألم تخترق قلبه كالسهام المشتعلة بنيران جُهنم !! اجتاز بعض عقبات الماضي لكن يتبقي امامه بضعة أشياء عليه اجتيازها ولو عنوة عنها  !!

زوجان من الأعين كانت تراقبه متلألأة بالحزن علي حاله !؟ لن يتركه وحيداً ينازع ألسنة اللهب من أجل العشق !! زفر خالد بضيق يمُرر انامله بين خصلات شعره بقوة .!.  يشعر بالضجر من نفسه لأنه لم يتحرك حتي الآن !؟ لم يقف لجواره لكنه سيتحرك بالوقت المُناسب  !!

**************
صبـاح اليـوم التالي .. سطعت الشمس تتوسط السماء بقرصها الأصفر المتوهج يبعث الحرارة إلي الكون  !! يبعث الطمأنينة بعد الخوف من ظلام الليل المُوحش !؟
_بمنزل مازن المنشـاوي:_

علي طاولة الإفطار اجتمع الأب و ابنه سوياً يتناولون الطعام في صمت ! الوجبة التي تجمعهما يومياً و يستطيعا رؤية بعضهما فيها ! فـ مازن دائماً بعمله و يعود بوقت متأخر لذلك يصعب رؤية ابنه له ! اما محمود فـ هو تخرج من جامعته و أصبح يعمل بأحد الشركات الكُبري ذات مركز و صيت !؟ لينتهي دوامه و يذهب إلي عائلته الصغيرة الثانية بعد عائلته الأصغر المكونة من ابيه و هو فقط !؟ يجتمع مع ابناء خاله و أرزان يجلسون سوياً كل ليلة حتي وقت متأخر ثم يعود إلي المنزل !؟و أحياناً يبيت مع حسن حينما يرهقه التعب و لا يستطيع مواصلة اليوم و العودة إلي المنزل !! 

سويعات يتمني وجود والدته بالمنزل ! يفتقر منزلهم إلي وجود امرأة تقضي علي الروتين المُمل و الفتور اليومي بينهما !؟ لم يتذوق حنان والدته التي حُرم منها منذ الطفولة ! لكن والده يُمثل له الكثير في الحياة.

رفع مازن عينيه إلي ابنه الجالس يتناول طعامه بكل برود ! يرتدي قميص ابيض اللون و بنطال قماش أسود اللون و كرافتة سوداء !؟ مظهره الجذاب الهادئ أشعره ان طفله الصغير كبر و أصبح رجلاً يُعتمد عليه.

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةWhere stories live. Discover now