الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)

ابدأ من البداية
                                    

صمت ولم يُكمل حديثه وبدا كأنه شاردًا في أمرٍ ما لذلك نظرت له مُتفحصة ثم قالت:
"مالك ما تكمل كلامك سكت ليه يا ياسين؟"

لفت حديثها إنتباهه لذلك نظر إليها وهو يبتسم ثم قال:
"الغريب إن دا كان نفس تفكيري عن خديجة، خوفت أشيل فيها حتى ولو ذنب صغير، عارفة يا ميمي لما بتبصلي بحس إني مرتاح، فكرة إن هيجي يوم وتكون معايا بتطمني وكأن أنا اللي مستنيها تغير حياتي مش العكس"

ابتسمت له ثم ربتت على كف يده وهي تقول:
"ريح قلبك يا ياسين وطمنه، كل اللي بيحصل حواليك دا خير ليك، أنتَ كان كل أملك في الحياة إن البنت اللي هتتجوزها يكون قلبك مرتاح لها، و خلاص أنتَ لقيتها ليه تفضل تحسبها كتير وتتعب نفسك"

هز كتفيه ثم قال وهو في حيرة من أمره:
"أنا مش بتعب نفسي، أنا خايف بس مكونش قد المسؤلية دي، خايف أكون عبء أكبر عليها"

ردت عليه معقبة:
"لأ أوعى تعمل كدا وتسلم نفسك لشيطانك يا ياسين احمد ربك على وافتكر إنك أنتَ اللي اخترت محدش كان جبرك على حاجة"
أومأ لها موافقًا ثم هَمَّ بالرد عليها صدح صوت «خالد» عاليًا وهو يعنف «عامر»، ضحكت «ميمي» ثم قالت لـ«ياسين»:

"قُم الحق عامر قبل ما خالد يموته في إيده"

وقف «ياسين» فوجد «عامر» يفتح الباب ثم جرى وأختبأ خلف ظهر «ياسين» وهو يقول:
"إلحقني يا ياسين أنا في حمايتك"
اقترب «خالد» منهما و أوشك على الإمساك بـ«عامر» لكن «ياسين» أوقفه وهو يقول:
"إهدى يا خالد بس عملك إيه المتخلف دا؟ علشان خاطري إهدى"
زفر «خالد» بقوة ثم قال:
"علشان خاطرك أنتَ يا ياسين بس"

أخرج«عامر» رأسه من خلف «ياسين» وهو يقول:
"يعني إيه علشان خاطر ياسين يعني مش فاهم، وريني هتعملي إيه يا خالد"

اقترب «خالد» لكي يمسك به مرةً أُخرى وهو يقول:
"وسع بقى يا ياسين علشان دا بجح وعاوز يتربى"

ضحك «ياسين» وهو يقول:
"طب إهدى بس وقولي عمل إيه طيب؟"

أخذ«خالد» نفسًا عميقًا ثم قال:
"أنا والغبي دا اتقابلنا سوا و جينا لحد هنا سوا تمام؟"

أومأ له «ياسين» وهو يقول:
"طب تمام فين المشكلة؟"

رد عليه «خالد»:
"المشكلة إن الحيوان دا سبقني وطلع يجري على البيت، و فضل يخبط ويرزع على شقة عم لطفي تحت، وطلع خطوتين وأول ما قربت من باب شقتهم وقفني يدوب باخد نفسي لقيت مرات عم لطفي طالعة تشتمني وتقولي اتكسف على طولك أنتَ بقيت أب، بعد العمر دا كله يتقالي كدا يا ياسين، يرضيكي يا ميمي؟"

شهقت «ميمي» بقوة ثم قالت:
"يخيبك يا عامر، أنتَ مش ناوي تكبر بقى؟"

أخرج رأسه من خلف ظهر «ياسين» مرة أخرى ثم ضحك بإستفزاز وهو يقول:
"بعد الشر عليا، وبعدين ماله مكبر الموضوع كدا ليه؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن