الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد

Start from the beginning
                                    

- في المرة القادمة أصيبي هدفك جيدا إن كنت تريدين التخلص منه نهائيا..

رفعت عينيها نحوه لتتواجه زرقوتيها المخضرة بزرقوتيه الشاحبة بشراسة ثم قالت بنبرة تحدي :

- أنا من تعمدت عدم إصابتك بشكل قاتل..

رمقها من الأعلى إلى الأسفل بتفحص ثم جالت عينيه بين تقاسيم وجهها محاولة معرفة موقفها و ما تريده ، لم تظهر له أي شيء قد يفيده ، إنشرحت ملامحه بفهم ليقول قبل أن يغادر :

- يبدو أنه قد تم طردك ، يمكنك المكوث هذه الليلة هنا..

أنزلت نظرها أرضا لترى النصل و تأخذه بتوعد ، دسته تحت سترتها لتتبعه بخطوات متعجرة بسبب إصابة قدمها..

دخلت خلفه من الباب الرئيسي حيث كانت غرفة المعيشة ذات المساحة الواسعة ، يتدلى من سقفها ثرية كرستالية عملاقة باللون الأسود بينما أثاث المنزل قد تدرج لونه ما بين الأبيض و الأسود و الرمادي بجميع درجاته..

تقدمت أكثر متفحصة المكان بينما هو قد إختفى في الممر الجانبي على يسارها ، على يمينها وجدت المطبخ الفاخر الذي كان بذات الألوان هو الآخر ، لم يكن المنزل كبير بحجم خاصة لورينزو او انطونيو لكنه كان فخم و راقي بمثلهم أيضا..

غادرت لتلحق به حيث ذهب ، وجدت باب أسود مفتوح في نهاية الممر لتدخل عبره ، لقد كانت غرفة نومه و شكلها مألوف للغاية بالنسبة لها بالرغم من أنها لم تأتي إلى هنا مسبقا..

تذكرت الصور التي عرضها عليها لورينزو مسبقا عن شقة ڨيكتوريا و قد لاحظت التشابه الكبير في التصميم و الألوان بين المكانين لتبتسم بإستهزاء ، إتجهت ناحية الباب الآخر الموجود في الغرفة و لم يكن سوى الحمام..

رأته بدون قميص يلف منشفة كبيرة تغطي جسده من منتصف بطنه إلى ساقيه يقف أمام مرآة كبيرة تحت الأضواء القوية منشغل في تنظيف و تقطيب جرحه بنفسه بخبرة واضحة ، إستندت على طرف الباب لتراقبه مطولا ، ما إن فرغ من تضميد الجرح قال بهزء :

- هل أصبتِ ثم قلتِ لنفسك لا يجب أن أكون الشخص الوحيد الذي ينزف ، أوه و من غيره سيزار لذلك أخذت نصل رفيع غالي الثمن لترميه ناحيتي بتلك الطريقة المجنونة لإصابتي في ذات المكان ؟

رفعت مقلتيها بحيرة و هي تزم شفتيها بتفكير لترد عليه ساخرة :

- في الواقع أنت محق في هذا ، تقنيا لقد حدث لي هذا بسببك لذلك أنت تستحقه..

- و ما شأني أنا ؟ لم أفعل شيء بعد !

- تبدو مثيرا لسخرية و أنت تدعي عدم المعرفة فتوقف عن هذه المسرحية من فضلك..

إكتفى بتوجيه نظرة ضجرة من عيناه الضيقة ، تخطاها ليخرج متوجها إلى غرفة ملابسه ثم عاد بعدما إرتدى ثياب مريحة ، وجدها هناك لا تزال تعبث في أرجاء حجرته بتطفل ، تنهد بضيق ثم خاطبها بنبرة صارمة :

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now