الفصل الخامس (رؤية شرعية)

ابدأ من البداية
                                    

ردت معقبةً:
"نعم يا أخويا تطمن على ياسر ليه هو إبنك ولّا إيه؟"

رد عليها بهدوء مُردفًا:
"إنتِ عارفة إني مليش غيرهم يا ميمي هما كل حاجة ليا، صحيح ربنا مرزقنيش بأخوات بس أنعم عليا بصحبتهم من يوم ما دخلوا حياتي محستش يوم إني لوحدي وبعدين بصراحة مش ضامن خالد ممكن يعمل إيه لياسر علشان كدا عاوز أخلص موضوعهم على خير."
نظرت إليه بحب ثم قالت له:

"قلبك كبير و طيب يا ياسين تستاهل كل خير ربنا يبارك فيك ويديك على قد طيبة قلبك ديه، بس برضه عاوزة أشوف إنجازك في الجواز إنتَ كمان."

أخرج زفيرًا قويًا ثم تحدث قائلًا:

"الجواز مش إنجاز يا ميمي،مش معنى إنى أتجوز بدري يبقى دا إنجازي، الإنجاز اللي بجد هو اختيار الشريك الصح يا ميمي اللي يستحملني و استحمله،شريك حنين يسندني في حياتي مش عاوز أتجوز علشان أبقى إتجوزت و خلاص."

نظرت إليه بتفهم ثم قالت له:
"ربنا يكرمك باللي نفسك فيه يارب وتلاقي السند يا ياسين."

إقترب منها ثم مال عليها مُقبلًا قمة رأسها ثم تبعها بقوله:
"إدعيلي يا ميمي، و أنا هسيبك بقى علشان زُهرة زمانها على نار."
قال حديثه ثم تركها و غادر الشقة.
________________________
في منزل آلـ«رشيد» كانت «خديجة» جالسة بغرفتها و كل أحداث اليوم تُمر أمام عينيها، كان التفكير موشكًا على فتك عقلها، فجأة دخل عليها أخواتها الغرفة لكي يقوموا بمشاكستها،
تحدث أحمد قائلًا:

"فيه إيه يا ملكة الأحزان مالك؟ هي أول مرة يعني؟ فُكي كدا و روقي ولا إيه رأيك إنتِ يا خلود؟"
تدخلت خلود قائلةً:

"أنا لو منها عادي أبقى باردة ولا كأني حصل حاجة، أصلها مش أول مرة يعني و مشيرة عمرها ما هتبطل تزعلك أصلًا."
أخذت «خديجة» نفسًا عميقًا ثم قالت:
"أنا لحد دلوقتي مش لاقية سبب مُحدد للي بيحصل فيا دا مش فاهمة سبب كرههم ليا، أنا عملت إيه؟ ولو هي بتكره ماما أنا مالي إيه ذنبي في دا كله؟حد فيكم يفهمني"
نظر إليها «أحمد» بعمقٍ ثم قال:

"متزعليش نفسك يا خديجة انتِ عارفة عمتو من ساعة اللي حصل زمان و بُعد بنتها عنها مخليها متغيرة، إحنا نستحملها لحد ما ربنا يريح قلبها و يهديها."

تدخلت «خلود» في الحديث:

"يعني علشان هي عندها ظروف نفسية تمشي تطلعها على الناس يا أحمد لأ طبعًا على، الأقل تحاول متدخلش في حياة الناس بكلامها اللي زي السم"
نظر إليها «أحمد» بقوة ثم قال لها:
"هو أنا جايبك علشان نروقها ولا علشان نفكرها و ننكد عليها؟ يلا أنا جايب لعب ألغاز حلوة أوي هخلي ضحكتكم تسمع في البيت كله و يانا يا حزنك يا خديجة إنهاردة"
قال جملته ثم غمز لها بطرف عينه، نظرت له بإمتنان ثم شرعوا في اللعب سويًا.
_______________________
مر يومان من بعد ذلك التجمع كانت الأوضاع هادئة على جميع الابطال، حيث أن افراد عائلة آلـ«رشيد» كان كل فردٍ منهم في شقته، وياسين و أصدقائه كل فردٍ منهم في عمله ومنهم من كان يستعد ليوم الخميس لكي يتقدم لحب عمره كما يقول، في شقة «طـه» كان يرتدي ملابسه لكي يذهب لعمله و كانت «زينب» زوجته مُتزمرةً منه، دخل المطبخ وهي تقوم بتحضير الفطار لأبنائها اقترب منها ثم قال:
"قلبك أبيض يا زينب بقى، هتفضلي مبوزة في وشي كدا إضحكي يا زينب علشان أعرف اروح شُغلي"
قال جملته ثم وكزها في كتفها.
شعرت بالضيق منه فقالت له:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن