الصمت.

579 31 11
                                    

بعدَ أن أسرعت لتُدخِل الخيطَ في الإبرةِ لأمِها، جلست على كُرسيها لتُكمِل هي عملها بهدوءٍ و سكون.. و كأنه لا يوجدُ أحدٌ بالمكان..

هكذا كانت حياتُها، أمضت سوهيون عمُرها في الدراسةِ و الخياطةِ حتى أصبحت جيدةً فيها بسنٍّ مُبكّر.. فلم تعش سوى لسبعةَ عشر عاماً.. أحبّت عملها حقاً.. خصوصاً أنّها كانت تمضي وقتاً أكثر مع أمّها ! تحبُ امها كثيراً ، فهي تُبلي حسناً في عملها حُباً بأمّها.. تطمَحُ لأن تكونَ مثلَ امّها لِعظمتها و مكانتها في قلبِ إبنتها..

لكن.. هل هذهِ الحياةُ التي تحلُمُ بها؟
.

.
’أمي، ذاهبةٌ أنا للمدرسةِ هل تريدين شيئاً من المتجر؟‘
’لا داعيَ إبنتي، خُذِي بعض المالِ و إشتري ما تُريدين بهِ‘
’الى اللقاء!‘
هذا حديثهم كُـلّ صباح..

كانت سوهيون تمشي وحدها في الشارعِ و أكتافها تهتزُ برداً.. نسيَت أن تحظُر مُعطفها معها..

قالت بصوتٍ غير مسموعٍ مُخاطبةً لنفسها:
’لمَ لا أجَرِّبُ شيئاً جديداً اليوم؟ أريدُ الذهاب للمتجرِ الذي يكون مُقابلاً لمتجرِ الحلويات في الحي المُجاور!‘
قررَتِ الأمرَ و سيحدُثُ اليومَ بعد المدرسة! إنّها في غايةِ المرَحِ و السعادةِ كونها ستُواجهُ شيئاً جديداً اليوم..
عندما عادت كانت على وشكِ نسيانِ الأمر لأنها كانت مُتعبةً حقاً من المدرسةِ و لكنها تذكرت في آخر الطريق!!

’لم أذهب للمتجر !! إنني حمقاءٌ و سأضلّ حمقاءً للأبد !‘

خطواتها أصبحت عكـس سابقتها نحو الحي المُجاور ..

’يااه.. لقد أصبح هذا المحلّ أكبرُ بكثيرٍ عن آخر مرةٍ زُرتُهُ فيها..‘

دخلت فيه لتتجوَل في المكانِ و ابتسمت حينَ رأت آلةَ البيانو.. الآلةُ الموسيقيةُ التي قد أخذت كل إهتمامِها
سعادتُها لا تُضاهى بشيءٍ في تلكَ اللحظة، فقد كانـت تسمعُ عنهُ و تتمنى شراءهُ و التعلمِ عليه..

لكن لم تجربـهُ بالحقيقةِ بتاتاً..

كانت لَجلست على الكُرسيِّ لتعزفَ عليه لكن قد رأت رجلاً يعزفُ عليه.. بدا لها أن هذا الشخصَ غريب..
’لِمَ حدْسي يُخبرُني أن هذا الرجلُ غامض؟‘
إنها تحبّ المُبالغة قليلًا.. لكن حدسها سيكون بمحَلّه هذه المرّة
إقتربت قليلاً لتعرفَ مالغريبُ فيه..
’مرحباً..!‘

-لا يوجدُ رد-

’هل تحبّ الباينو مثلي؟‘

ابتسمَ الرجلُ رداً لذلك..

’هل تُمانعُ أن أجلسَ بجانبكَ؟‘

كان قد إبتسمَ قليلاً لكن تبدلت إبتسامتُه بعد لحظات بنظراتِ خوف، قامَ من الكرسيِّ مقبلاً الى الخارج..

’إنه مُريب.. لم أطلب منهُ شيئاً يستحق الخوف!‘
.
.
رجعت للبيتِ خائبةً الأمل.. أمها لاحظت لكن اكتفت بالسكوت لعل إبنتها تُفاتحُها بالموضوع..

لكن أمسى الليل و صار وقت العشاء و مضى اليوم بهدوءٍ تامٍّ جداً، بعدَ أن حانَ وقت النوم، لم تنم و لم تستطعِ النومَ باكراً.. بسببه! نعم! إنهُ رجلُ البيانوُ الذي كانت تفكر به!

’سأذهبُ غداً لألتقي بكَ يا رجُلَ البيانو الغامض! و سأكتشفُك!‘
.
كانت هذه كلماتُها الأخيرة قبل إغماضِ عينيها لِتَنَام.

يتبع..

---------------------
بدايةً ما رأيكم بهذا الجزء؟ إكتبوا رأيكم بالتعليقات تحت هذه الفقرة

و ما توقّعاتكم للقادم؟

رَجل البيانو | كيم تايهيونغ.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora