الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

هبطت من البناية المتهالكة التي تعود لمئات الأعمار حتى خرجت من البناية وكانت على وشك الركض حتى لا تمسك بها 《أم عطوة》ولكن لم تكتمل فرحتها فنادت عليها من النافذة التي تتواجد في الدور 《الأرضي》 وتطل على الشارع والتي دائمًا تجلس بها ومعها كوب من الشاي المميز...فهى أمراة تبلع العمر ستون عامًا تعيش وحيدة فقد توفي أبنها منذ سنوات وابنتها متزوجة وتعيش في إحدي الدول الاوروبية مع زوجها....

وبات جميع سُكان المنطقة أهل لها وهى تكن 《الخاطبة》ذلك المصطلح التي تحاول أم عطوة إلا يزول مع الزمان..

تمتمت أم عطوة في صوت مرتفع:
-تعالي هنا يا حرامية قفشتك.

حدثت يقين ذاتها:
-ياربي هو كل يوم.

أستدارت لها يقين ورسمت بسمة على شفتيها وهتفت في نبرة هادئة وهي تعود بأدراجها للخلف حتى وصلت لها:
-صباح الخير على أحلي أم عطوة في الدنيا
كلها...وحشتيني أيه اللي مصحيكي بدري كده؟!

رفعت أم عطوة حاجبيها وتحدثت في نبرة متهكمة:
-والله عاملة نفسك مش عارفة صاحية علشانك...عماله أهري في نفسي..

قاطعتها يقين في قلق مزيف:
-يا ساتر يارب ليه بس؟!

-أعملي نفسك عبيطة يا بنت راضي مش رفضتي العريس اللي كنت جايباه ليكي ده موظف في المترو يا موكوسة وعنده بيت ملك.

رفعت يقين حاجبيها متحدثة في براءة:
-أخص عليه بابا ازاي ميقوليش أنه شغال في المترو دي....مكنتش رفضته طبعا...ملهوش حق أنا ممكن اتخانق معاه

لمحت أم عطوة السخرية في حديث يقين وصاحت:
-أنتِ بتتريقي عليا يابت ما أنتِ ملمومة على شلة بنات موكوسة إن كانت نهال ولا دنيا...بنات الحتة كلهم هيتجوزوا وهتحضروا سبوع عيالهم وأنتم هتفضلوا جنبي اللهم بلغت اللهم فأشهد أنا جوزت.....

قطعت يقين حديثها وتحدثت مقلده إياها وهاتفة الحديث التي حفظته عن ظهر قلب:
-جوزتي بنات الحتة كلها وشيلتي عيالهم الجيل اللي قبلي وجيلي وهتجوزي الجيل اللي جاي كمان وأنا وصحابي ولا أقولك شلة المواكيس هنفضل جنبك.

-ايوة كويس أنك عارفة أنك موكوسة وهما زيك بالظبط....المهم عرفتي أن مروة بنت أم فتحي أطلقت وبيقولوا جوزها بيدور على عروسة جديدة بس أنا لو كلمني هقوله لا كله إلا زعل أم فتحي وهو راجل بصباص وأنا مبحبش خراب البيوت.

قهقهت يقين وبشدة فتلك المرأة كارثة وكأنها قد خرجت من فيلم أبيض وأسود بتصرفاتها وحديثها وكونها بالفعل تقوم بتوفيق بعض الزيجات أنه لشيء عجيب حقًا أنه مستمر حتى الآن.

أردفت يقين في هدوء:
-بعشق مبادئك يا أم عطوة.

تمتمت أم عطوة في عفوية:
-ده أنا جايب عريس تحفة يابت لبنت أم ليلي وقريب هتسمعي عن خطوبتها أن شاء الله..عقبالك

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now