الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

أردف ظافر في نبرة هادئة:
-قوليلي أبوكي سابك تروحي الجامعة ولا أطلع أخلي الخناقة اتنين.

توترت شيماء وهتفت في انزعاج:
-هو وداني بس بعد خناقة طويلة...وبيقولي عندنا حالة وفاة جامعة أيه..وبعدين عايزني أفضل لابسة الأسود علي جدي سنة كاملة...أنا كنت هلبسه لغايت الأربعين بس...انا زعلانة علي جدي وربنا يعلم بس الحزن مش في اللبس.

تحدث ظافر في نبرة ساخرة وحانقة:
-قال يعني أبوكي زعلان أوي...ده شوية وهيقتل عيال عمتك علشان الورث....ابوكي ده جواه سواد الدنيا...هو ولا زعلان ولا نيلة هو بس بيحب شكله العام مش أكتر.

تبدلت ملامحها لأخري حانقة وهي تقترب منه خطوتان:
-ظافر لم نفسك...أه أبويا ليه تصرفات كتير غلط بس مطولش لسانك عليه...ده مهما كان أبويا.

رمقها بعدم تصديق شراستها وقُربها منه التي جعل رائحتها تتسلل إليه بطريقة إثارة أعجابه...فأردف بمكرٍ:
-حيلك حيلك يا وحش وبعدين أنا جوزك.

صاحت بإستهزاء:
-جوزي ايه يا ابو جوزي ده قراءة فاتحة يدوبك...حتي الدبلة ملبستنيش يا عنيا

تلفظ ظافر في نبرة ساخطة:
-وطي صوتك يا غبية فضيحة ماشية على الأرض وبعدين ده أنا كان نفسي أكتب ونتجوز علطول من قبل تعب جدي...ابوكي اللي حبكها وقال لازم أخلص الجامعة والجيش...تقولش هو وزير ده كان هربان من الجيش زمان علي رأي أبويا

تمتمت شيماء في دلالٍ مقصود:
-والله مش عاجبك أبويا...نفضها سيرة.

تحدث ظافر في خبثٍ:
-والله هو مش عاجبني صراحة ربنا...بس أنا حاطط الجزمة في بوقي علشان في حد تاني أنا بموت فيه... السنة دي تخلص الجيش يبدأ ويخلص وساعتها نشوف أبوكي هيتحجج بأيه تاني

ولجت سحر من البوابة التي تبلغ من العمر واحد وعشرون عامٍ ومعها شقيقها علام الذي يبلغ من العمر تسعة وعشرون عام وبمجرد أن دخلا أنتفضت شيماء مبتعدة عن ظافر..رمقهما علام في نظرات غريبة...مما جعل ظافر يهتف محاولًا الابتسام:
-ولاد عمتي ولاد حلال فعلا عمي عبد الكريم مستنيكم علي الغداء...حالف ما حد يمد ايده غير لما ترجعوا...نقوله يهديك يرضيك مصمم...روحه فيكم سبحان الله
_____________

هبطت يقين أو لنقل يارا كما تحب أن يناديها الناس فهي لا تحب أسمها الذي أختاره له والدها فأي فتاة تدعى يقين غيرها؟!

فوالدها صاحب مكتبة لبيع الروايات والكُتب علي الرغم من كونه لم يستكمل تعليمة فقط توقف بسبب ظروف عائلته في الصف الثاني الثانوي ولم يذهب للجامعة قط وبالرغم من ذلك فهو مثقف ومحب إلى اللغة العربية بشكل كبير ومعانيها الفخمة والجميلة...

وكان يختار أسامي أولادة بعناية تامة...

أبنه الكبير يُدعى صادق...وأختاره أسمه على أمل أن يكن ابنه صادق في حياته ونواياه...وتليه يقين ...والأخير هو نوح على أسم سيدنا نوح متمنيًا أن يكن كثير الحمد والصبر ولديه من العزيمة ما يكفي..
يقين في التاسعة عشر من عمرها...في كلية الآداب.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now