الجزء السادس ❻

456 69 58
                                    

حان وقت الغداء في الجامعة.
الجميع ذهب للكفتيريا و أخذوا طعامهم و انا ذهبت مع رفاقي و جلسنا على الطاولة نتبادل أطراف الحديث و نضحك سوياً.

لحظت شيء لماذا فتى الحانة اقصد جيمين لا يأتي للكفتيريا، لم أراه هنا ولا مرة منذ أن ارتاد هذهِ الجامعة.

انه حقاً فتي مريب!!. تصرفاته غريبة بعض الشيء.
دائماً يجلس وحيداً،.
و في حياتي كلها لم راه يرتدي سوا اللون الاسود،
بذل سوداء حذاء اسود حتي القميص اسود، لم أراه ولا مرة يرتدي قميصاً ابيض او ملون غير الأسود..

حتي الآن لم استطيع نسيان تلك النظرة التي ألقاها لي و انا خارجة من الحانة.. في أول لقاء لنا..
عندما تحولت عينيه للون الدموي.!!

"ايڨرلين، بماذا شاردة؟! "
قالها جاك باستغراب.

"اوه لا شي"
قالتها بهدوء، بينما ألعق شفتي السفلية وانظر للارض.

"حسناً"
اجابني هو بشك.

"احتاج الذهاب المرحاض"
قالتها بهدوء. و هو اؤمي لي. و انا خطوت نحو الخارج

"اهتمي لنفسكِ"
قالتها ڨيرني بصوت عالي قليلاً و انا لتفت لها و اؤمت.

ثم اكملت طريقي نحو الخارج و لكن لم اذهب للحمام بل ذهبت ابحث عنه!!
لدي فضول بشدة ان أعلم لماذا لا يأكل.؟

لمحته جالساً على مقعد خشبي طويل في فناء الجامعة، كان يجلس وحيداً.. مجددًا.

اتجته نحوه و قالت "احم احم، اذاً يا فتى الحانة ما هل انتَ مريض، لانكَ لم تتشاجر معي اليوم او تدفعني الي الحائط أو تنعتني بالعاهرة أو اذهب للاحتجاز معكَ"

قالتها بينما بدوت مثل الحمقاء أمامه و هو لم يجيبني بل ابتسم ابتسامة خفيفة أظهرت اسنانه البيضاء الجميلة. ثم محاها مجددًا يدعي البرود.

"هل تبحثين عن المشاكل ام ماذا؟! "
قالها بسخرية و برود.

"لماذا لا تذهب للكفتيريا لتناول الطعام؟"
سألته مغيرةٍ الموضوع، لأن هذا ما كنت أحاول الوصل اليه منذ البداية. و جلست بجانبه.

"لماذا تهتمين للأمر حتي؟ "
قالها ينظر في باستغراب.

"ليس اهتمام، و لكن انا حقاً تعجبت من امرك، منذ أن أتيت للجامعة و انا لم أراك ولا مرة تناول الطعام، هل تتناول طعامكَ في الحمام لكي لا يراك احد؟ "
قالتها بجدية. و لكن قلت جملتي الأخيرة بسخرية.

"ابتعدي عني، انا لا ماذا يحدث معكَ اليوم"
قالها بحدة لاني سخرت منه في جملتي الاخيرة.

استقام هو من جانبي و رحل.

"اللعنة
هل انا مَنْ يتم تجاهلي
و رفضي هكذا.
انا المخطئة اني اهتمت
لأمر هذا المتعجرف اللعين."
قالتها بتمتم انظر له و هو يتلاشى تدريجياً أمامي الي ان اختفى كلياً من أمام نظري لأنه ابتعد.

استقمت و ذهبت إلى عند اصدقائي، و بعد إنتهاء الدوام عدت للمنزل و انا منهكة و قررت اني لن اذهب الى اي مكان اليوم.

تسطحت على سرير بهدوء اتأمل السقف بينما اضع ذراعي على جبهتي.
قاطع شرودي رنين الهاتف..
اللعنة من يتصل بي الان، اريد ان ارتاح. أشعر بعظامي كلها تؤلمني.

رفعت جزئي العلوي بتعب شديد ثم التقت الهاتف من علي الدرج و الصغير الذي بجانب السرير، التي تتوسط ابجورة جميلة بيضاء.

كان اسم المتصل *عمتي لُوسَارِا*
فتح الخط بسرعة و وضعت الهاتف على إذني مع
ابتسامة ضغيرة.

"مرحباً ابنتي كيف حالُكِ؟ "
قالت عمتي تطمئن على صحتي.

"اوه ،انا بأحسن حالتي كالعادة.."
اجابتها بلطف.

"ايڨري، لا تكذبي انا اعرفُكِ جيداً و ليس من عادتكِ أبداً ان تتأخري بالرد عليِّ"
قالتها عمتي بشك.

و لا ألومها معها حق انا حرفياً يجب أن احصل على لقب ملكة الكذب لاني ماهرة جداً في الكذب و التمثيل و الادعاء بأن كل شيء بخير و انا في أسوأ حالتي!! انا يستحيل ان ارى اي احد ضغفي حتي لو كان اخي أو ابي أو اي شخص.!

"عمتي.. "
قالت بهدوء لتقاطعني هي.

"لا تحاولي الكذب عليَّ أيتها المخادعة انا اعرفُكِ جيداً"
قالتها عمتي بتذمر.

اوه رائع الان ضاع مني لقب ملكة الكذب بسبب عمتي التي هي الوحيدة التي تستطيع كشفي..

"ايڨرلين،احتاجُكِ في بعض الأمور الهامة. هل يمكنكِ ان تأتي الآن "
قالتها عمتي بهدوء و انا تنهدت و حاولت أن لا أظهر تعبي و اجابتها "حسناً "

ثم اغلقت معها الخط و استقمت من علي السرير بمعجزة من السماء. و الآن ان احتاج فقط معجزة أخرى لكي انزل السلالم. اقود السيارة الان و
اذهب لعمتي.

بعد عشره دقائق بعد ان استطيع نزول السلم و لكن ببطئ اتجته نحو الخارج و ركبت السياره و قدتها بسرعة بطيئة و هذا ليس من عادتي.

اوقفت سيارتي أمام ذلك القصر اللبني و ترجلت من السيارة و اتجته نحو الباب الأبيض الكبير و طرقته.

فتحت لي عمتي بسعادة و اخذتني في حضنها بينما انا ابادلها بابتسامة متوتر.
بسبب عظامي التي تصرخ داخلي طالبةٍ النجدة.

شيطان✓ || _p.jm_ 𝕕𝕖𝕧𝕚𝕀Where stories live. Discover now