الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

                        *******************
دعنا ننتقل لمكانٍ أخر وزمانٍ مُختلِف.
في منزل لعائلة من الطبقة المتوسطة، ولكن دعنا نأخذ جولة في المنزل؛ فكان أساسه مختلف عن الأساس الذي أعتادنا عليه جميعًا، هُناك يوجد رُكن للجلوس، الأريكة والكراسي كأنهم خارجيِن من الجدران، وتلك الجدران ليس من طوب! فَهي مصنوعة من شيء يشبة الخشب، الأساس بأكمله أنيق للغاية، وذلك التلفاز الذي بعرض الحائط، وسُمكه لا يتعدى السنتيمتر، وألوان المنزل مُبهجة بشكل يخطف الأنفاس، ولكن هناك شِجار عنيف يحدث داخل أحدى الغُرف يُهدم تلك الأجواء.
كانت فتاة في التاسعة عشر من عُمرها تقريبًا، شعرها بُني طويل وعينيها أخذت نفس لون شعرها، قصيرة القامة وذات بشرة قمحاوية، كانت تقف إمام رجل يبدو إنه والدها بسبب الشبة الذي بِهم، نفس القامة تقريبًا ونفس لون العينان، شعره أسود مجعد، ذو جسد مُمتلئ بعض الشيء.
كان يقف أمامها ويصيح فيها قائلًا:
-هو أخوكِ فاكر إنه لما يختفي الجوازة هتبوظ؟ على جثتي يا ليان، سامعة؟ والجوازة هتتأجل لحد ما البيه يظهر، ولو مظهرش أنا هعرف أندمه على عملته دي كويس.
صاح فيها بكل غصب ثم تركها وترك المنزل بأكمله، بينما الأخرى كانت تستمع له وعقلها شارد عنها، أين ذهب شقيقها؟ هل حقًا هرب لكي يتخلص من تلك الزيجة؟ هل هرب وتركها وحيدة في هذا العالم؟ هزت رأسها بلا وهي تتمتم داخل نفسها بإن مستحيل أن يفعل هذا، مستحيل يتركها هكذا؛ فهو يعلم إن روحها مُتعلقه بيهِ؛ فكيف عليه أن يختفي هكذا؟ بدأ القلق يتسرب لقلبها، نظرت للساعة وكانت الرابعة فجرًا، منذ البارحة وهو مُختفي عنهم، لا تعلم عنه شيئًا، وأبيها لا يفعل شيء غير إنه يُفكر في شكله أمام الناس، فالزفاف بعد أربع أيام من اليوم..
ترجلت لفراشها وتكورت فيه، سمحت لدموعها للهبوط بهدوء، كانت دموعها تظحف على خديها وهي تدعي بداخل نفسها أن يعود لها أخيها سليمًا لا يمسّه أي شر.
                     *******************
أما على الجانب الآخر، كانت بطلتنا أسيل تجلس ومعها ليلى وذلك الشاب الذي لا يعلموا ما أسمه حتى.
نظرت له أسيل ثم قالت:
ـ يا أبن الناس حاول تفتكر أي حاجة، إن شالله لو اسمك.
نظر لها بقلة حيلة ثم قال وهو يرفع كتفيه للأعلى بجهل:
ـ أنا بجد مش عارف.
-طب أحنا المفروض نعمل أيه دلوقت يا أسمك أيه؟
هكذا سألت ليلى، نظرت لها أسيل وهتفت قائلة:
ـ بقولكم أيه؛ أحنا لازم نسميّه حاجة عشان اللخبطة دي، هسميك عبصمد حلو؟
نظرت لها ليلى بشمئزاز ثم هتفت بحنق:
- ما تخليه عبعال احسن يا بت، هو حد قالك إنه بواب؟
نظر لهم بغباء ثم صاح عليهم بحنق:
ـ ما تسموني أي حاجة، هو حد قالكم إنه هيكون أسمي بجد.
صمتت أسيل وهي تفكر ثم هتفت:
ـ خلاص نسمي آدم، حلو آدم.
أعجبه الأسم، ابتسم ثم قال:
ـ حلو آدم، هو آه قديم شوية، بس حلو.
-يشيخ أتنيل، يعني مش فاكر حاجة وكمان بتتنِك علينا.
هكذا تذمرت ليلى، كاد أن يرد عليها "آدم" كما أطلقوا عليه لكن قطعه صوت جرس الباب وهو يصدح في المنزل من جديد.
جحظت عيون أسيل ونظرت لـ ليلى بذعر، وقبل أن تتفوه ليلى كانت تقول هي:
ـ الحقيني يا ليلى.
بدلت نظراتها بين أسيل وآدم والباب، ثوانٍ ثم هتفت وقالت بصوت منخفض وهي تنهض من مكانها:
ـ قومي أفتحي وأنا هخده ونستخبى جوا، شوفي مين ووزعيه بسرعة، مش لازم يعني تدخلّيه البيت.
نهت حدثها وذهبت هي وآدم نحو الغرفة، بينما هي فترجلت نحو الباب الذي مازال صوت جرسه يصدح.
نظرت للغرفة التي دخلوا بها وتنفست بهدوء ثم تسألت بصوت عاليًا نسبيًا:
- مين برا؟
-أنا مصطفى يا أسيل.
ضربت على خدّيها بفزع، تذكرت إنهم كانوا على موعد اليوم، ومن المفترض إنهم يتناولون الفطور في الخارج ويقضوا باقي اليوم معًا، أجابت من خلف الباب إنها آتيه ثم قفزت في عقلها فكرة وقررت تنفيذها، فتحت الباب وبصوتٍ ضعيف قالت:
ـ عامل أيه يا مصطفى؟
نهت حدثها وهي تسعِلّ بشدة، نظر لها بقلق ثم تسأل:
ـ مالك؟ تعبانة ولا أيه؟
سعلّت مرة أخرى وأردفت بنبرة ضعيفة، نجحت في تمثيلها:
ـ شكلي خدت دور برد، مش هقدر انزل أنهاردة يا مصطفى، معلش بقى.
- طب جبتي دوا؟
هكذا سأل، نظرت له وهي تضع يدها على فمها وكأنها تتثأب وقالت:
ـ آه آه، ده حتى خده وهنام أهو، أصل طول الليل معرفتش أنام خالص.
نهت حدثها وهي تتثاوب بنعاس مرة أخرى، ابتسم لها وودعها وهو يوصيها على حالها وتركها وغادر، قفلت الباب خلفه وتنفست الصعداء براحة، جاءت ليلى سريعًا وتسألت ماذا حدث، سردت لها ما حدث ثم جلسوا مرة أخرى في ردهة المنزل.
نظرت ليلى لآدم ثم سألت بحنق:
ـ وبعدين؟ هنعمل فيك أيه؟؟ أنت بالشكل ده مصيبة لينا يا ابني.
نظر لهم بحزن؛ فهو رغم كل ذلك السخرية والضحك ولكنه هو حقًا متفهم وضعهم، نظر لأسيل بحزن ثم هتف بقلة حيلة قائلًا:
ـ أنا... أنا بجد مش عارف، بس أنا مش فاكر، حتى معرفش أنا جيت هنا أزاي!
صمتت أسيل ولم ترد، ثوانٍ مرت عليهم هكذا حتى رفعت عينيها له عندما جاء في ذهنها حل لتلك المشكلة ثم هتفت قائلة:
ـ بقولكم إيه، أحنا ممكن نروح لدكت... ثانية وحده! أي ده؟؟؟ الساعة دي بتنور كده ليه؟؟؟
هكذا صاحت بفزع وهي تنظر للساعة التي في يد آدم، ثُبتت أنظارهم جميعًا على تلك الساعة التي يرتديها آدم، كانت تُضئ بشكل غير طبيعي، ثوانٍ مرت وهي تضئ هكذا حتى هدئ سطوعها وظهر عليها ما لم يتوقعوا أحد.
-يصلاة النبي أحسن....

يتبع...
رحلة_عبر_الزمن
#الفصل_الأول
#NORA_SAAD
رحلتنا لسة بتبدأ، لسه بنعرف شخصياتنا، لسه هتبدأ حكايتنا، اتمنى تعجبكم، ومتبخلوش عليا إنكم تسيبوا ليّا رأيكم.
ومتنساش تعمل ليا ڤوت هتلاقيه في الجمب عشان الرواية توصل للناس أسرع، ويسلام لو عملت للينك شير معاك هكون شاكرة جدًا يجدع❤
مواعيدنا سبت وتلات❤
هستناكم تبعتولي ادد على الأكونت عندي، هتلاقوا اللينك في صفحة الواتباد، وبس كده اشوفكم على خير❤

رحلة عبر الزمنWhere stories live. Discover now