_ أتوسل إليكِ ! _

Start from the beginning
                                    

-نور.. أبوكي سالم كلمني إمبارح... في خبر لازم تعرفيه !

-أوكي.. قول يا بابا !

تنحنح مستطردًا بطريقة مباشرة :

-أخوكي رزق. بقى عنده علم بيكي.. خلاص أبوكي قاله إنك هنا عندي. و هو زمانه في الطريق جاي عشان يشوفك

و كان ينتظر و يراقب ردة فعلها و اضطرابها متوجسًا ...

في المقابل أعوزها الأمر ثوانٍ لتستوعب ما قاله أبيها الروحي للتو، و لما اقتربت من ذلك، شعرت فجأة بالدم يندفع إلى وجهها، و على النحو أخرق إنفجرت ضاحكة و باكية في آنٍ بينما جسمها كله يرتعش بشدة :

-لأ.. لأ بجد. أنا مش مصدقة يعني.. يعني أخويا رزق عرفني خلاص ؟ و كمان جاي هنا ؟ بجد يا بابا بجد ؟؟؟؟

اومأ لها بابتسامة مهمومة و قال :

-أيوة يا نور بجد.. فرحتي صح ؟

جاوبته بلا تفكيرٍ :

-طبعًا. ده اليوم إللي عشت أستناه.. أنا عمري هايبدأ في اللحظة إللي هاشوفه فيها. و إنت عارف يا بابا

-أيوة عارف.. بس إنتي عارفة ده معناه إيه ؟ ممكن أخوكي يعوز ياخدك من هنا.. إنتي هاتوافقي تمشي معاه يا نور ؟!!

نظرت له ببلاهةٍ الآن و كأن شأنًا كهذا لم يخطر على بالها، أو أنها لم تضع مسألة فراقها القطعي له في الحسبان، كل ما كان يهمها و حتى هذه اللحظة هي حياتها

حياتها الحقيقية و يوم ميلادها الحق، ستكون باللحظة التي تبصر فيها وجه أخوها و تلمسه بيديها، ثم.. فارس الأحلام الذي تنتظره و لطالما تخيّلت نفسها معه كأميرة من أميرات الرسوم المتحركة التي قضت أحلامها مهووسة و متأثرة بكل قصة من قصصهن.. قصصهن اللاتي في الواقع أشبه إلى قصتها

فتاة جميلة مثلها، يتيمة تقريبًا، طيبة القلب، عطوفة على البشر و الحيوانات و الزرع و النباتات.. حتى الجماد

إن الطبيعية نفسها تحب "نور".. و "نور" تحب الجميع... و الآن تريد أن تحب نفسها و لو لمرة !!!

-بابا ! .. دمدت و هي تمسك بيده بكلتا قبضتيها الصغيرتان

رمقته بتوسلٍ قائلة :

-أنا مش عايزاك تزعل مني. و أكيد أنا مش هاسيبك.. مستحيل أصلًا. بس بردو آ ا ...

-خلاص يا نور ! .. قاطعها "النشار" بصوتٍ أجش

أزال قطرة من الدموع علقت بأهدابه على غفلةٍ منها، عبس قليلًا و هو يقول بهدوء :

-أنا كنت عارف إن اليوم ده جاي.. سامحيني يابنتي.. مش قصدي أكسر فرحتك. لكن.. مش بإيدي. إنتي بنتي بجد. أنا إللي ربيتك و كبرتك.. و من يوم ما أمك نشوى ما قابلت رب كريم. مابقاش ليا غيرك في البيت.. أنا لولاكي مابقاش قاعد في الدوّار ده إلا على النوم. ماطيقش أقعد وحداني يا نور

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now