111 أنانيّاً

8.9K 666 2.3K
                                    

ماتيو

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ماتيو

لقد انتهى كل شيء، الحرب، القتال، المسخ الصغير. انتهى كل شيء فأرخيتُ دفاعاتي في لحظة كانت كافية لتُستهدف. لا بأس، يُمكنني شفاؤها، يُمكنني إنهاء كاي أيّاً كان الجسد الذي تلبّسه. الهلع تمكّن منّي نعم، ولكنني كنت ما أزال مُحكماً على نفسي بما أمتلك من قُدرات لاستدراك الخطر. فلماذا ينهار جدار سيطرتي من نبرة صوتهِ فقط؟ وُجودهُ هدّد وجودي. إنّني أفقد السيطرة. أشعر برغبة النجاة تبتلعني. إن لم أحمِ نفسي، سأفنى. رأسي صافي. أمنيتي واضحة فلماذا التردّد؟ دمّر وأنهي كل شيء.

"أنا هُنا..."

عادت لي بصيرتي كما الشعاع، جيني تُهمهم ألحانها في أذني.

جيني

علمتُ ما يجب عليّ فعله، وفعلت. وهو المُرتعد استجاب لي على الفور؛ هدأ، ارتخى، وأخذ نفساً بعينين مُغلقتين مُتشرّباً كل نبرة. لقد صُدمت، أهكذا تبدو قبل سيطرة دمائِك عليك؟ أهكذا تفقد ذاتك مُختبئاً وراء قِواك؟

"أهذا.. هو المسخ..؟"

وضعت راحتي على خدّهِ: "لقد رحل، عدم الاشتباك بهِ الآن فوز بحدّ ذاتهِ، الحرب انتهت"

تلمّس موضع التئام جرحي بمهل، يؤيّدني وإن كان في قرارة نفسهِ يشعر بالهزيمة.

أراح رأسهُ على كتفي هامساً: "نعم لقد انتهت.. أشعر بهم جميعاً أحياء.."

سعلت الصغيرة (وعاء كاي السابق) فانفصل عنّي فجأة كمن تذكّر ما دار في المعركة في لحظة. أسرعنا إليْها لنجدها متورّدة، لا شقوق تملؤها، صدرها يرتفع بجهد قليل وشفتيْها ترتجفان من البرد، حيّة بكلّ ما تعنيهِ الكلمة.

أطلق سموّهُ زفرة: "إنّها بخير، علينا تدفئتها لا أكثر"

أجلسها في حُضنهِ ما إن فتحت عينيها، لا تبدو متفاجئة منه بقدر اختلاج مشاعرها من التنفس بإرادتها وحدها، والثقة العمياء بهِ جليّة على مُحياها البريء، كيف كانت تحمل أسوأ سفّاحي العالم في ذاتها؟

مالت برأسها ببطء نحو كليْنا: "ماتيو التوت البرّي و.."

مسّدتُ رأسها باسمة: "جيني التوت البرّي"

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن