ومضت عينا "رزق" بلمحة إجرامية من اللون الفضي المزرق و هو يركز جمّ إنتباهه على عمه، جحظت نظرات الأخير و هو يحدق فيه عاجزًا عن التنفس، و كل ما استطاع فعله هو الإمساك بكتفي إبن أخيه و بلطفٍ عساه يهدئ نوبة غضبه غير المفهوم بالمرة ...
-أمي فين ؟
كلمتان فقط خرجتا على شكل سؤالٍ هادئ من فم "رزق" المتشنج إنفعالًا ...
لوهلةٍ بدت الصدمة جليّة على وجه "إمام".. لكنه قمعها فورًا قائلًا بصعوبة بصوت أشبه بالفحيح :
-أمك !
أنا مش فاهم حـ حاجة. تقصد إيه يا رزق ؟!لم يكن "رزق" الآن في وارد أيّ مزاح، علاوةً على أنه أعطاه الجواب الخاطئ، ما اضطره لسحب سلاحه الأبيض و الأكثر فعالية.. مديّته الحادة القاطعة !!
و لكي يحثه على النطق الصحيح صعد بالنصل من بطن الأخير وصولًا إلى نحره، فضغط هناك حتى اخترق طبقة من الجلد و طفرت الدماء و سالت على صدر "إمام"... شعر بها جيدًا و تفاقم فزعه
مع ذلك حاول أن يستمر بادعاءاته الباطلة :
-يابني عيب إللي بتعمله ده.. أنا عمك يا رزق. و بعدين أنا مش عارف بجد ذنبي إيه و لا إيه علاقتي أصلًا.. أنا هاعرف مكان أمك منين بس !!!
-أنا سمعتك إنت و أبويا بتتكلموا !!!! .. صرخ "رزق" بوجهه كوحشٍ كاسرٍ
جف حلق "إمام" و هو يسأله مذعورًا :
-سمعت إيه بالظبط !!!
إستحكم به "رزق" الهائج كليًا و هو يهزه صائحًا :
-ماتلفش و تدور عليا و إنطق بسرعة. و الله صبري عليك نفد.. إنطــــــق أمي فـــين ؟؟؟؟؟
••••••••••••••••••••••••••••••••••
قبل ثلاثون ساعة >>>>
بعد المواجهة الساخنة بينه و بينها، بجسمٍ محموم و وجهٌ قاتم الحمرة بالكامل، هبط "رزق" الدرج وصولًا إلى شقة جدته، كان الباب مفتوحًا فدلف على الفور
لم يجد أحدٌ هنا مما أشعره ببعض الراحة، و لكن فجأة و من حيث لا يدري قفز صوت أخته الصغرى.. "سلمى" من خلفه ...
-رزق !
إلتفت بلحظة فإذا بها تجلس وسط غرفة المعيشة، ما إن رأته حتى قامت ضامة يديها للأمام، و راسمة على ثغرها الممتلئ ابتسامة رقيقة
وسم على وجه "رزق" طابع الدهشة بادئ الأمر، ثم ما لبث أن تجاوزها هاتفًا :
-سلمى.. في حاجة يا حبيبتي ؟
مالك قاعدة لوحدك هنا ليه ؟ فين نينا و نوسا ؟!أخذت تقترب منه مجيبة اسئلته :
-تيتة لسا مدخلاها تنام من شوية. و نسمة ماخرجتش من الأوضة خالص.. و بصراحة أنا كنت قاعدة مستنياك انت !
YOU ARE READING
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا
_ هكذا ظننت ! _
Start from the beginning