الجزء الثامن عشر

27.3K 672 592
                                    

نظرت كلارا الي البحر بعيون دامعة لم تكن تهتم لزرقته هذه المرة بل ضاعت بين كم الالم الرهيب الذي وازي عرض هذا البحر  وربما فاقه ، التفتت جزئيا لتلمح وشاح الفرو الذي لامس كتفيها قبل ان تعود الي عالمها مطمئنة،  غير مكترثة لكين الذي وقف بقربها صامتا لفترة

"لقد حان موعد عودتي هل تحتاجين شيئا "

هزت رأسها نفيا اولا لتعطي نفسها فرصة كافية حتي ترتب صوتها الفوضي

"املك الكثير من الاسئلة بخصوص ما قلته وبخصوص سلفيا وغابي ، لكن لن اعطلك بها ، فحتي اللحظة احاول تقصي ان كانت حقيقة ام محض اكاذيب "

تنهدت بقوة لتطرد شعور  البؤس الذي يحرضها علي الانهيار باكية والاستسلام لذراعا كين وهما تلفان جسدها 

"اعلم انك ضائعة وانك بحاجة الي دليل يرشدك للحقيقة كاملة ، انتظري حتي الوقت المناسب ،حينها لن ابخل عليك بشيء "

لم تكلف نفسها عناء الالتفاف نحوه وهي تعقب بلا مبالاة

"لايهم ، اذهب ستتأخر علي صديقك "

مرت دقيقة علي نطقها ذاك لكنه لم يتحرك حتي استدارت لتواجهه  وهنا قال لها 

"كيارا  ،ما رأيك ان تأتي معي ، لا احب تركك خلفي وانت هكذا "

نظرت اليه بتعابير شاحبة

"لا داعي ،اطمئن لن تعود وتجدني منتحرة علي التماسك من اجل ليون ومن اجل غابي ان كانت حية كما تقول "

"وهي كذلك ، لكن اصر علي موقفي تعالي معي لن تخسري شيئا   "

لم تكن قادرة علي استشارة قلبها فهو حتما كان مشغول بمداوة جراحه لذا احتكمت الي عقلها الذي اجاب بدلا عنها

"حسنا ،لكني لا املك ثيابا "

"مادمت قد وافقت فايجاد ثياب لك هو الجزء السهل "

ذهبت معه الي الغرفة حيث تركها تجلس هناك وذهب الي الطابق السفلي ، لا تعرف كم غاب عنها بالتحديد لكن ماهي متأكدة منه انها قضته وهي تعيد شريط حياتها لدرجة لم تنتبه له وهو يعود حاملا معه بنطالا من  الجيز  الازرق الباهت مع بلوزة موردة طغي عليها اللون الاخضر وحذاء رياضي ابيض  وضعها بقربها مرددا بصوت خافت اقرب الي الهمس

"كيارا ، لا تبكي "

طالعته بعيناه الحمروان لثوان لم تنجح ان في تأكيد ان كانت نبرة الحنان التي رافقت صوته حقيقة ام مجرد تمثيل حتي احست بيده تقبض علي كتفها وتدفعها للوقف بقوة ضئيلة انعدمت في اللحظة التي ضمها فيها وفمه يلثم جبينها

"لا تجعليني اندم لاخبارك "

هزت راسها نفيا  متمتة بصوت مكتوم

"الا تظن انه يحق لي الانهيار ، لقد ادركت للتو فقط ان حياتي وانا اظن انها كانت تكرهني ، والان..."

عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن