قلّي جدي...... قلّي ما ذنبُ أطفال..... أطفال اقول ... جاءوا على هذه الحياة بذنبٍ غير ذنبهم...... ليشقَون ويتعبون منذ الولادة...... يجب عليهم أن يحاربوا لأجل لقمة يومهم.... والتي في بعض الأيام هم ينامون بدونها ببطون تتقطع........
إفترشنا الأرض... وتناولنا ما لا يؤكل...... فقط لنعيش حياةََ تترفع الدواب عن عيشها.....
دراستنا كانت في أماكن.... حتى الدولة لو عرفت بوجودها لهدمتها على رؤوس معلميها......
وكنتُ مجبراََ ان اتركها.......

اجل كنتُ مجبراََ بعمر الخامسة عشر....... تخيل جدي
..... كان على ان اعمل منذ طلوع الفجر حتى وقت السحر ومدرستي كانت عائقاََ لي فتركتها عليَّ احضَ بلقمة إضافية أسد بها جوع اخي وامي......
تحملتُ ذُلَّ الناس وأصحاب المقامات...... تحملتُ النهّرَ والضرب.....تحملت اشياءاََ لا يعقلها أبنائك المدللين......

' ضحك جونغكوك ضحكة قصيرة..... ثم تلتها ضحكة طويلة........ حتى ضحك ضحكة يعيد برأسه للوراء بها....... ضحكة بائسة لو استمع لها أحدهم لخرَّ باكياََ على تلك الجروح المملؤة فيها ..قبل أن يكمل وقد تجاهل كل تلك العيون التي تركز فيه وفقط ينظر لعيني جده ..'
ثم تقول اننا يجب أن ننسى بعد ان ضمنا اليه؟
لا جدي....... لا.... انت أَرفع من هذا المقام ودعني اقول لك.....

' تحمحم يكمل ولا يبدو على عيناه التأثر وفقط السخرية '
حينَ ضمنا والدي اليه....... بعد فوات الأوان...... لم أشعر تجاه هذا الوضع الا وزاد حقدي عليه..... جئتُ هنا وقد أخبرته انه إن جلبني بالجبر فأنا سأجعل حياته جحيماََ وهو لم يصدقني.......
ثم جئت....
نظرتُ حولي لأراكم في نعيم... تتنعمون بالطعام والشراب والمأكل.... قلوبكم على بعض..... تحترمون بعضكم... تعيشون حياةََ هانئة مليئة بالترف...... الترف والبذخ حولكم قابله الحرمان والنقص عندنا.....

ونحن منكم!!!
نحن منكم و والدي من انجبنا لهذه الحياة ثم رمانا رغم انه لو فقط جلبنا لنعيش بالقصر....... لم نحتج اسمه..... لم نكن لنرغب بحنانه علينا فقط لو انه...... فقط لو انه وفر لنا سُبل الحياة بدل ذلك الشقاء......
لو اننا فقط عشنا حياة الخدم عندكم فهم مكرمين....



وأتعلم يا جدي...... حين كنتُ في سيؤول وعلمت بوجود يونغي...... هه........ ذلك الشعور كان الأقوى.....
لأني اوتعلم ماذا؟...... كنتُ دائماََ أضع الأعذار لأبي.....
هيا جونغكوك ربما والدك غير كفوء لتربية أطفال....
ربما والدك مريض لا يستطيع تربية أطفال.....
هيا جونغكوك تحمل.... فكر واصنع له اعذاراََ انتَ لا تعلم ظروفه.........

ظروف...، ظروف....، ظروف..... أي ظروفٍ جدي..... ؟!
قلّي اي ظروف تجعله يضم ابنه اليه ويترك بعض ولده الآخر؟
وحينها يا جدي اقسمتُ على أن اذيقه علقم الحياة التي جعلنا نشعر بها......!



:- ككككككففففففىىىى!
كككفففىى..... اصمت!!!! اجعلوه يصمت.!!!،.... اسكُتْ....!
أغلق فمه ابي... فلتجعله يصمت.....
* صوتُ صراخ تايهيونغ رجَّ أنحاء البيت فجأة وهو يصرخ بهستيرية...... صوته بُح لكثرة صراخه.......
عيناه حمراوتان كالمتعاطي ومخيفة حقاََ وهي تنظر لجونغكوك الصامت......
يداه ترتجفان بقوة كما هو بدنه.......
وقد بدا وكأنه على وشك الاختناق حين يرتفع صدره بقوة وينخفض علّه يتنفس قليلاََ لكن لا يبدو عليه الارتواء.....
اوداجه انتفخت..... وكأنه جُنَّ ولا ينظر سوى على جونغكوك.....



باباWhere stories live. Discover now