أخذ "سالم" يفتش عن مفاتيح "رزق" متحسسًا جيوبه حتى وجد السلسلة الصغيرة، سحبها و رماها صوب الشاب هاتفًا بلهجة آمرة :

-خد مفتاح عربية رزق.. وصله على البيت. إوعك حد يشوفك أو يلمحه.. تتصل بالرجالة و تنبه عليهم سااامع ؟!!

تلقف الشاب منه السلسلة و هو يقول منصاعًا :

-أوامرك واجبة.. أنا طالع أدور العربية !

و خرج

ليلتفت "سالم" ثانيةً نحو "رزق"... يضع يديه فوق كتفيه و يربت عليه مطمئنًا و هو يقول بصوتٍ أجش :

-مش عايزك تقلق من أي حاجة. أنا هاتصرف في الموضوع ده. كله هايتلم ...

ثم رفع سبابته أمام عينيه منذرًا :

-بس الكلام ماخلصش بينا.. إللي إنت عملته ده كبير أوي و خبره لازم يوصلني في أقرب وقت. فاهمني يا رزق ؟؟!!!

لم تهتز من الأخير شعرة واحدة و لم يرف له جفن في مواجهة أبيه.. ليفلته "سالم" أخيرًا متمتمًا :

-يلا.. إتفضل على عربيتك. حبشي هايوصلك البيت. إطلع على شقتك علطول و إستحمى و ريح جتتك كويس.. عشان بكرة الصبح لينا قاعدة إن شاء الله

بدا "رزق" غير مستمعًا و لا مكترثًا لحديث أبيه حتى، فما إن تركه و أنهى لقلقة لسانه أولاه ظهره و غادر في الحال بخطواتٍ أقل إتزانًا من شدة إنفعاله المكبوت

راقبه "سالم" حتى توارى عن ناظريه، أطلق نهدة ثقيلة من صدره... ثم إلتفت ناحية بقية الرجال و الذين إزداد عددهم بحضوره ليبلغ الستة أنفار ...

-الجتة تتلم ! .. هتف "سالم" فيهم بسلطة وطغيانٍ مطلق

و أردف مشددًا و هو يشير إلى أجزاء الجسم المبعثرة أسفل قدميه :

-المكان هنا ينضف كويس. و إللي حصل مطرحنا لو طلع لمخلوق برانا برقبة الكل.. و إنتوا عارفين كلمتي سيف. و ماعنديش عزيز ...

أومأ الرجال و في صوتٍ واحد :

-على الموت لو نفر فينا فتح بؤه يا كبير

هز "سالم" رأسه مرددًا :

-و لا حاجة غير الموت... يلا همتكوا. مش أول مرة تحصل. و عارفين الجتة بتروح فين !

_______________

في منتصف الطريق غدره ...

أمر "رزق" الشاب المكلف بمرافقته للمنزل بالتوقف على قارعة الطريق النائي المؤدي لـ"حي الجزارين".. نزل من المقعد الخلفي، ثم جاء عند الأخير و فتح باب كرسي القيادة و أنزله بقبضةٍ حديدية

حل محله صائحًا بغلظة :

-إرجع لمعلمك. و حياة أمي لو لمحتك ماشي ورايا لاطلع بروحك إنت كمان الليلة دي.. و جربني. كلكوا شوفتوا بعنيكوا !

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now