_ كان ياما كان ! _

Start from the beginning
                                    

وصولًا إلى تلك الليلة، ذكرى ميلادها و إتمامها الرابعة عشر.. و كأن كل الكوارث بحياتها متعلّقة بهذه الذكرى المشؤومة ...

°°°°°°°°°°°°°°

تتذكر أنها بعد أن فرغت إطعام أمها صحن الحساء الموصى به طبيًا ...

عمدت متعمّدة إلى تجاهل تعليمات خالها بضرورة تواجدها بالكابق السفلي كي ما تعرض الخدمات عليه و على أصدقاؤه بجلسة اللعب و المقامرة و الشرب

لقد فعلتها مرة، و لكنها لم ترتاح لهؤلاء الرجال السفلة، لم تكن تفهم أيّ شيء، إنما بعض التصرفات المتمثلة بملامسات عابرة لمناطق معينة بجسمها أغضبتها بشدة، فقررت ألا تفوت إلى هذا المجلس أبدًا

و لكن يا له من قرار جلب عليها سيلٌ من الوقائع و الذكريات الأليمة التي سوف تحملها طوال العمر حتى وصولها إلى القبر ...

في نفس تلك الليلة، و بينما هي بغرفتها فوق سريرها تستعد للنوم، فزعت فجأة و هي تجد باب الغرفة يدفع بمنتهى العنف خالها يلج عبره منتشيًا بالكحول و المخدرات

كان يمشي ناحيتها مترنحًا، لكنه واعيًا لتصرفاته جيدًا ...

-بقى بتعصي أمري يا بنت الـ××× ! .. صاح "عزام" غاضبًا و هو يقتحم خصوصيتها لأول مرة

-أنا هاربيكي. وحياة أمك لاكسحك خالص عشان ماتقدريش تمشي بجد و لا تطلعي و لا تنزلي ...

أهوى عليها بقبضة حديدية ممسكًا بها بكتفيها، و رفعها بالهواء كما لو أنها لا تزن شيئًا، فسقط عنها الغطاء و ظهر جسمها الذي لم يكن يغطيه شيئًا سوى قميص النوم المصنوع من القماش الرقيق

منعت "ليلة" نفسها من الصراخ بصعوبةٍ خشية أن تسمعها أمها و تسوء حالتها، في المقابل يحدق "عزام" في جسمها الفتي بنظراتٍ مريبة كنظرات أصدقاؤه
ما إن لاحظتها "ليلة" حتى تجدد غضبها ثانيةً، لكنها أجبرت نفسها على عدم إظهار أيّ دوافع عدائية أمام خالها لئلا تزيد إنفعاله أكثر.. فآثرت الخنوع بلهجة صوتها المختلجة و هي تقول دامعة العينين :

-أنا آسفة يا خالو.. خلاص ماعنتش هاعملها تاني.. و الله و هاسمع كلامك المرة الجاية. هاعمل إللي تقول عليه بس ماتضربنيش وحياة حسن !

ظنّت المسكينة أن ذكر إبنه ربما يشفع لها هذه اللحظة ...

لكنها قطعًا كانت مخطئة، إذ لا يمكن لأحد أن ينقذها من المصير المحتوم الذي قرره شيطان "عزام" بشأنها الآن، لا يوجد من يشهد و يسمع إلا الأثاث و الجدران.. فهل يهب الجماد لمساعدتها !!!
يهز " عزام" رأسه بقوة و هو يلقي بها مرةً أخرى فوق السرير مغمغمًا بخشونةٍ :

-لأ يا روح أمك. إنتي لازمك عقاب.. و لازم تنضربي فعلًا.. تعالي هنا ...

جحظت عيناها بذعرٍ و هي تراه يخلع الكنزة الداخلية ذات الحمالتين، ثم يفتح أزرار سرواله.. لم تحتمل رؤية المزيد و إنقلبت على وجهها تريد الفرار من الجهة الأخرى

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now