_ قَبْلها وَ سَتَمُوت ! _

ابدأ من البداية
                                    

نظر له الجميع بعجزٍ و حيرة، كان صوت بكاء "فاطمة" مسموعًا من جهة، و وجهه هو المبّلغ عن سوء نواياه أمامهم بالجهة الأخرى.. كان مأزق حقيقي و لا أحد يعلم ما العلة تحديدًا و كيف يحلونها ؟!!!

فجأة ...

إستدار "إمام" ناحية الكبير.. أخيه... "سالم الجزار" و قال :

-القرار ليك ياخويا.. شوف هانحل الوضع ده إزاي. بصراحة مصطفى خيّب ظني على الآخر !

للمرة الثانية أمسك "مصطفى" لسانه حتى يرى مآل الأمر فقط ...

إنتظر أفراد العائلة بإصغاءٍ و نظراتٍ مرهفة كلمة "سالم".. بينما كان الأخير على هدوئه، يحرك مسبحته بين أنامله و هو يصوّب نظراته الثاقبة إلى عينيّ إبنه، يدرسه و يكشف إنفعالاته و مشاعره العميقة بنجاحٍ منقطع النظير

لينطق أخيرًا دون أن يرف له جفن عن عينا "مصطفى" :

-الحريم يدخلوا لفاطمة.. تحاولوا تهدوها و تعقلوها كده. الحكاية مش هاتاخد خمس دقايق. عشان البيه يرتاح.. خلي الليلة دي تعدي على خير بقى !

كانت أول من نفذت الأمر "نجوى" ...

إنطلقت مسرعة تجاه غرفة النوم في إثرها بقية نساء العائلة، بينما كن يقرعن الباب على "فاطمة" غمغم "علي" بصوتٍ حانقٍ مسموع :

-أما نشوف أخرتها !!

و أولاهم ظهره مطبقًا على رأسه بكفيه بقوةٍ ...

في المقابل ينجحن النساء باقناع "فاطمة" أن تفتح لهن، و مر قليلٌ من الوقت، ما لبث صوتها أن إتضح و هي تهتف بصراخٍ مقهور :

-ياما ونبي ماتعملوا فيا كده.. أنا قولتلك مش عايزاه. أنا حاسة إني هموت لو إتجوزته.. مش قادرة يا مرات عمي. حسوا بيا أبوس إيديكوا.. إنتوا ليه كده.. ليه بتعموا فيا كده كلكوا لـيـــــه ؟؟؟؟؟

أكثرهم حرصًا على الاستماع جيدًا و إمعان التفكير بكلمات الفتاة كان "سالم"... إستطاع أن يدرك مدى فزعها.. و إن كان غير مبرر بالنسبة له.. كانت لديه القدرة ليتفهمها

لكنه خشى ألا يوافقه البقية في ذلك، خاصةً إبنه الذي يقف متحفزًا هكذا

لكنه و بالرغم من اللغط و القيل و القال المتوقع تداوله قريبًا بعد قراره هذا.. إلا أنه حسم الأمر و صار منتهيًا بيده ...

-خلاص يا مصطفى ! .. هتف "سالم" بصرامةٍ و هو يضع يده فوق كتف إبنه

-البت نفسيتها مش مساعداها. مش لازم الدخلة تتم الليلة. الدنيا مش هاتخرب.. فضولي الليلة دي يلا و مشوا الناس إللي تحت !

و استدار نحو بقية عائلته مصدرًا هذه الأوامر

و لكن كان لإبنه رأيًا آخر ...

-ماحصلش و لا هايحصل الكلام ده يابا !!! .. هكذا برز احتجاج "مصطفى" و هو ينتفض بقوة مبتعدًا عن أبيه

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن