2."مضحك للغاية."

52 9 7
                                    

"تفضل."

"شكر-- لحظة ما هذا ؟" نظر للطعام الذي وضعته بجانبه ليرى ظرفًا أبيض معهم.

"إنه اليوم الأول من الشهر."

"إذًا ؟" نظر لها بتساؤل ليلاحظ بأنها تجلس على فراشه لترتدي حذائها.

"إذًا إنه نصفي من الإيجار."

اه .. الإيجار ..

"لقد قمت بدفعه بالأمس." قالها مُلقيًا ظرف المال على فراشه بجانبها بدون أن ينهض من مقعده أمام المكتب ليُكمل إنهاء واجباته.

"مُبارك، هذا هو نصفي من الذي دفعته." وضعت الظرف مجددًا أمامه ليذفر لها، لم يستطع أخبارها منذ البداية بأنه قد أشترى تلك الشقة لأنه لا يمتلك سببًا مقنعًا يجعل فتى جامعي لديه مال كافي ليشتري شقة له بمفرده سوى أنه يمتلك عملًا غير قانوني.

و لأنه لا يمكنه أخبارها بأنه يمتلك عملًا غير قانوني، أخبرها بأنه قد أستأجر الشقة.

"ڤيربينا-"

"لقد مر أكثر من سنتان منذ بدأت بالعيش معك ألا تمل من هذا الشجار ببداية كل شهر !!" قالتها بنبرة حازمة لكن لطيفة بنفس الوقت، "تناول طعامك، أنتهي من واجباتك و خُذ المال !!" ظل ينظر لها ليرى إلى متى ستستطيع أن تحمل تلك الملامح الحازمة و لم تمض ثوانٍ قبل أن تتغير ملامحها للتوسل، "أرجوك."

"بدون بكاء سوف آخذها." قالها ممازحًا واضعًا الظرف أمامه ثم نظر لها مجددًا، "هل تناولتي غدائك ؟"

"أجل لقد فعلت حالما عدت من الجامعة لأنك تأخرت و إذا أنتظرتك كنت لأتأخر على العمل." وضعت يدها على رأسه لتبعثر خصلات شعره ثم بدأت بالذهاب إلى باب غرفته حتى تخرج، "سأذهب الآن، هل أنت قادم للتدريب بالمساء ؟"

"أجل بالطبع." عاد ليُكمل واجباته و أخذ رشفة من القهوة التي أعدتها له، و كالعادة استطاع أن يشعر بطعم الحليب بها، ثم تحدث بنبرة عالية ليخرج صوته إلى غرفة المعيشة حتى تسمعه، "كوني حذرة، أيتها القائدة !!"

"لستُ القائدة !!" عادت مسرعة لتُلقي سترتها عليه مما جعله يضحك من سخافتها، "ليس بعد على الأقل .. على أية حال، لقد قمت بجلب عصير العنب الذي طلبته بالأمس في طريقي، ستجده بالبراد." سمع صوتها من الخارج قبل أن يُغلق باب الشقة، "وداعًا، نامچون."

ذفر بخفة قبل أن يبدأ بأكل الشطيرة خاصته بينما كان ينتهي من واجبات الأسبوع الماضي، ربما لو لم يعينه والده بألف مهمة لكان قد أنتهى منهم مبكرًا، أحيانًا يشعر بأن تلك الحرية التي أعطاها لذاتها ما هي إلا وهم أعطاه إياه والده فقط ليستطيع التحكم به أكثر، و بالرغم من المذاق اللاذع لهذا إلا أنه يُفضله على البقاء تحت رحمته طوال الوقت.

Ignominy | عَارْ.Where stories live. Discover now