دماغ وسخة

102 3 0
                                    

ايناس : كارلا انا و شيخة قررنا نشتغل مع نادر في الكافيه .
كارلا : تشتغلو ليه و تشتغلو ايه اصلا ؟
ايناس: هانسعدو ف اي حاجة .احنا الاتنين ماعندناش محاضرات كتير الترم ده و هو في ضغط عليه في الكافيه فقررنا نساعدو .
*******
دخلت شيخة و ايناس الى المقهى بصخب و اتجهتا الى نادر الذي كان منشغلا بتصليح الة صنع القهوة .
شيخة : هاي انت .
نادر : نعم يا ستي
شيخة : المساعدة وصلت
نادر : نعم ؟
شيخة و هي تزحزحه بعيدا عن مكانه : اوعى انت بس اتركني اشتغل بمزاج لا تصدعني .
رفعت شيخة كميها و بدأت تقوم بحركات دائرية لمقدمة الالة .
نادر ببلاهة لكارلا : الباشا دي بتعمل ايه ؟
ايناس  بضحك : احنا قررنا نساعدك في الكافيه عشان عندنا وقت فراغ و انت شايفينك مش لاحق مع الزباين .
نادر :  هاهاي ماشي  طب انا هخليكو تعيشو سنة في العسكرية .
ثم انقض على شيخة محاولا جذب الالة من يدها : ابعدي انتي عن الماشين بتاعي اشعرفك انت في الحاجات دي .
شيخة و هي تجذب الالة اليها : بعرف احسن منك بعد .شيل ايدك عني يا متخلف .
نادر: انا متخلف ؟ طب انا هوريك ابعدي كده .
انتهت مشادة نادر و شيخة بها تمسك كمشة من شعره بين يديها  .
جلست شيخة منهكة على الطاولة : و الله لا اروايه هذا المتخلف .
ايناس : هههه يا شيخة اتهدي هو انت خليتيي فيه حاجة .
شيخة : رح اكسر عظامو و الله .
نادر مختبئا تحت احدى الطاولات : ايناس طلعي الوحش دي من هناوالنبي .
ايناس تضحك و هي تحاول جذب نادر من تحت الطاولة : تعال بس انا هصالحكو و على ضمانتي بقى هي مش هتلمسك تاني .
جلش ثلاثتهم الى الطاولة و قد تمسك نادر بذراع ايناس خوفا من شيخة التي ترمقه بنظرات مميتة .
ايناس : يا جماعة نستهدى بالله احن جايين نساعد مش نهد الكافيه على دماغنا .
شيخة : قوليلو مايتدخل بشغلي بعد كذه .
نادر: شغلك ايه ؟ حضرتك ده الكافيه بتاعي عاملو بفلوس الحاج و الله .
شيخة : ايناااااس قوليلو يسكت مو طايقة صوتو .
نادر و قد ارتعد مجددا من صوت شيخة الصارخ : خلاص خلاص و الله انا تحت امرك.عايزاني اعمل ايه .
شيخة مبتسمة بمكر : قوم هاتلي الكوفي ماشين و خليني اصلحها على رواق .
نهض نادر مسرعا ليحضرها بينما ضحكت ايناس : عجبك كده استعبدتي الولد ؟
شيخة بمكر : بعد ماشفتي شي .
ماكاد ينتهي اليوم الا بصعوبة احست فيه ايناس بانها مبعوث لحفظ السلام من الامم المتحدة .توقف توافد الزبائن و قررو اخيرا غلق المقهى ..بعد انتهائهم من تنظيف الارضية جلس الثلاثة الى طاولة واحدة و استمتعو بكوب شاي ساخن في هدوء الى ان انتفضت ايناس لرؤيتها المشهد يتكرر امامها ..يزن ينزل من سيارته و هو يسند خطيبته دينا التي بدلت ثملة حتى الموت ..انتفضت ايناس من مكانها : انا هروح اساعدو و ركضت خارج الكافيه بينما صرخت بها شيخة لتنتظر ..
شيخة لنادر : هاذ البنت مخها طق و لا شنو ؟
نادر : سيبيها بس دي بنت طيبة و الله .
رمقته شيخة بحزن .
نادر : عكسك انت .انت مفترية ..انت اعنف بنت شفتها فحياتي .
صرخت به شيخة : لسه ماتبت من ضرب الصبح ؟ تبي اقوم اعيد تصميم وجهك ؟
نادر و قد اختفى خلف كرسيه : ههه خلاص و الله انا بهزر معاك انت بتقفشي بسرعة كده ليه .
غمز لها ثم اضاف : انت مفترية اه بس و الله تضيفين المرح الى الغذاء .
ابتسمت شيخة بخجل لغمزته  و قد احست بوجنتيها تشتعلان فنهضت بسرعة : اووف انا ضاق خلقي رح استنى بره .
*****
ركضت ايناس بسرعة الى الجهة المقابلة من الشارع ..تسللت تحت كتف دينا وحملتها بينما نظر اليها يزن بسرعة .
ايناس : مساء الخير دكتور يزن .انا شفتكو من الكافيه للي هناك فقلت اجي اساعدكو .
يزن : متشكر اوي يا ايناس ماتتعبيش انت نفسك بس .
ايناس : لا و لا تعب و لا حاجة دي حتى خفيفة اوي ..صحيح هي مالها ؟ انا شفتك كزا مرة بتوصلها و هي كده .
يزن : بتجيلها نوبات تعب كده فجأة ..بنتابع مع دكتور بس لسه مش عارفين السبب .
ايناس : احييييه انا دماغي وسخة اوي .كنت فاكرة البنت بتسكر .
يزن : بتقولي ايه ؟ مش سامعك
ايناس : لا ..بقول ربنا يشفيها .
صعد الثلاثة الى شقة دينا و بعد ان وضعوها في فراشها عرض يزن على ايناس ان تشرب شيئا ..جلس الاثنان على الاريكة يرتشفان شايهما بصمت..
يزن : صحيح هو انت بتعملي ايه برا فالوقت دا ؟
ايناس : انا بشتغل في الكافيه للي في الناحية التانية ده .
يزن : بتشتغلي مع نادر ؟
ايناس : ايوه
يزن : و بتفضلي انت و هو في الكافيه لوحدكم لغاية الوقت ده ؟
ايناس باستغراب : لأ انا معايا صحبتي هي كمان بتشتغل معايا .
يزن : طيب مش مشكلة .
ايناس في سرها : و هيبقى مشكلة ليه يعني مانت متسرمح مع خطيبتك طول اليوم ..واخد راحتك اوي .. ثم رفعت صوتها : طب استأزن انا بقى .
يزن : استني هننزل سوى .
استقل الاثنان المصعد معا و ما ان انغلق الباب عليهما حتى ظهرت صورتهما على المرأة نظر كل منهما في انعكاس الاخر  ثم نظرا الى بعضهما في سكوت ..احست ايناس بأنها تنزل من السحاب الى الارض .. لماذا لا يصل هذا المصعد اللعين الى الطابق الارضي ليريحها من توترها ..
نظر يزن الى عينيها فأحس بأن بريقا ما يشع منهما ..كأنها لعنة قديمة تعود الى زمن الفراعنة .. حجرا زمرد براقان .. هل اللعنات حقيقية ؟ .. هل لو كتب بعض الطلاسم على الحائط الان سيفتك من سحر عينيها و سلطة لونهما عليه .. شعر بقدميه تتحركان باتجاهها ..انفاسه تتزايد كلما اقترب خطوة ..لكن المصعد كان مجرد مربع صغير لذا شعر برأسها يصطدم بصدره دون ان يعي الى اي مدى اقترب منها ..رفعت رأسها لتلتقي اعينهما ..اقترب بوجهه منها ..حاوط خصرها بيديه في محاولة لرفعها الى طوله ..اقترب وجهاهما اكثر .. احس بانفاسها ملتهبة تخترق مسامات وجهه ..اقترب بشفتيه نحو هاتين الكرزتين الشهيتين ..يشعر بشفتيها تطالبانه بتقبيلهما ..تردد .. سيكسرها ان قبلها و سيكسرها و يكسر نفسه ان لم يفعل ... وضع انفه على انفها و سحب نفسا عميقا ثم تنهد..فتح عينيه .. مسح خدها بظاهر يده ثم اعاد خصلة من شعرها خلف اذنها .فتحت ايناس عينيها و نظرت اليه ..ابتسم بلطف ثم طبع قبلة عل خدها و ابتعد ..انفتح باب المصعد و خرج الاثنان من العمارة .
-عايزة اوصلك ؟
-لأ شكرا .نادر هيروحني
-نادر و قد رفع حاجبه : و صاحبتك ؟
-هتروح معانا
-ماشي .تصبحي على خير .
انطلق يزن بسيارته بينما وقفت ايناس تنظر الى الشارع بارتباك و كأنها فقدت الاحساس بالزمان و المكان ليعيدها صوت شيخة الى ارض الواقع .
شيخة صارخة من الناحية الاخرى من الطريق : هيييي  يا خبلة انت تعالي خلنا نروح .
ركضت ايناس الى شيخة ثما دخلا الى المقهى ليجدا نادر يغلق باب المطبخ و هو يحمل سترته بيده .خرج الثلاثة و ركبو سيارة نادر و انطلقت بهم في شوارع نيويورك .

نيويورك Where stories live. Discover now