انا مش انا

114 7 0
                                    

تململت  ايناس على فراشها  فقد مضت اكثر من ساعة منذ استلقت لكنها لم تستطيع ان تنام بعد .تفكر في كل  ماحدث لها .شيخة و نادر. الجامعة .الدروس الكثيرة التي بدأت تتراكم منذ اول يوم .كما انها و بشكل غريب وجدت نفسها تفكر بذلك الذي اوصل صديقته الثملة ثم غادر .ايناس ليست غبية كما انها مسالمة مع نفسها و لا تحاول خداعها .هي تعلم انه اعجبها بصفة غير طبيعية رغم ان كل مالمحته منه كات ظله و هو يسند صديقته  ثم و هو مسرع عائد الى سيارته و هو مخفض رأسه .لم يكن شكله ما احبته بل كان ظله ، ما القى به على ذلك الشارع خلال دقيقتين من وجوده به .هو شعور غريب لكنها احست به و كي تنفي جنونها كانت متأكدة بأن شيخة احست بذلك الشعور ايضا  لكن جانبها العقلاني نفى امكانية ان تعجب بشخص لم تره جيدا حتى و لم تحادثه .و على ذكر شيخة هل ياترى هي معجبة بنادر ؟ ام ربما تحبه فنظراتها له ماهي الا نظرات عاشقة ، ماذا عنها هي نفسها تلك الشرارة بينها و بين نادر عندما اوصلها بسيارته ؟ ماذا عن تغزله بها و الذي لا يبذل اي جهد في اخفائه ؟ هل هي حقا تعجبه ام انها طريقته في ملاعبة اخت صديقته الصغيرة ؟ اااه رأسها يؤلمها فرغم انها لم تجرب لا الحب و لا الاعجاب من قبل الا أن دوامة المشاعر هاته لم تبدو لها بأنها ستنتهي على خير ابدا .
في صباح اليوم الموالي استيقظت ايناس متأخرة فركضت الى سيارة كارلا دون حتى ان تفطر .وصلت لاهثة الى المدرج و حمدت الله عندما رأت انها قد وصلت قبل ان يصل الدكتور لكن صدمتها كانت مهولة عندما رأت ذاك الشاب من الليلة الماضية و هو يدخل المدرج بينما صمت الجميع لحضوره . سمعت احدى زميلاتها تقول لصديقتها : you see this one ? Half the girls on this uni have a crush on him thats why he will show us how much arrogant he is right now  .
استغربت ايناس فالرجل الذي كان يسند   فتاته البارح بكل صبر يستبعد ان يكون متكبرا كما تقول هاته الفتاة .
تحدث الدكتور :
Good morning students .im doctor yazan im gonna be teaching you this year so be carefull dont be late .dont make any noise or talk while im talking and especially pay attention because the exam is gonna be hard .
بدأ الدكتور يزن في شرح محاضرته و انشغل الجميع بتدوين الملاحظات و طرح الاسئلة عما لم يفهموه . انتهت المحاضرة و كان لدى ايناس ساعة فراغ بعدها فقررت التوجه الى كافيه نادر لتناول افطار متأخر .كان الكافيه فارغا حيث ان معظم الطلبة كانو منشغلين بالمحاضرات حتى شيخة لم تكن هناك . دلفت ايناس و لم يقابلها نادر كعادته .كان الصمت يخيم على المكان جلست على البار و تنحنحت : احم احم
لم يأتها رد فخبطت بعض الاكواب ببعضها لتصدر صوتا لكن لم يأتها رد أيضا فقررت ان تطل على منطقة المطبخ لعلها تجده هناك و في اللحظة التي خطت فيها قدماها عند الباب كان نادر يهم بالخروج و هو يحمل كيس بن ضخم كان قد عاد به للتو من المخزن  فاصطدم الاثنان ببعضهما و سقط الكيس على الارض و تناثرت حبات البن في كل مكان ليقع فوقها نادر و فوقه ايناس و كرد فعل غير ارادي منه وجد نفسه يلف ذراعيه حول خصرها و يضمها اليه . تجمدت ايناس مكانها لوهلة ثم انتبهت فجأة الى انها حرفيا مستلقية في حضنه فتحركت من مكانها بسرعة و نهضت ثم مدت يدها له لتساعده على النهوض ايضا .نهض نادر محرجا غير انه لم يستطع اخفاء شبح ابتسامة ظهرت على جانب فمه .حرك شعره بيده و هو مازال يحاول اخفاء ابتسامته : ااه ايناس انتي للي دخلت دلوقت .انا كنت في المخزن بجيب شوية حاجات .
- اه انا مالقتش حد فقلت انت اكيد في المطبخ .
- اجبلك قهوة ؟
تنازلت ايناس عن فكرة الافطار  فالجو هنا مشحون و هي لا تستطيع ان تبقى الى غاية ان تكمل افطارها .
- اه قهوة تايك اواي من فضلك .
اخذت ايناس قهوتها و ركضت نحو الخارج .استمرت في الدراسة محاضرة تلو الاخرى .ثم التقت شيخة في نهاية اليوم و سارت الفتاتان مساء معا كل الى بيتها .
في اليوم الموالي استيقظت ايناس بكسل في سريرها  قفزت منه لتغلق الستارة كي تمنع ضوء الشمس من الدخول اليها فاليوم اجازة و هي ترغب حقا في ان تقضيه في فراشها .النهار على الاقل فالليل كان محجوزا لجمعة بين كارلا و اصدقائها و قد عزمت على ان تحضرها ايضا .
وصل الليل و دخلت ايناس غرفتها لكي تستعد لليلة .ارتدت فستانا ابيضا قصير يصل الى الركبة تزينه وردات صغيرات بلون اصفر رافقته بحذاء ذو كعب متوسط  ذو لون اصفر يتماشى مع لون الورد على فستانها .اما كارلا فارتدت سروالا كلاسيكيا اسود مع جاكيت مثله و تحته تيشرت قصير ابيض مع حذاء رياضي ابيض و عقفت شعرها على شكل ذيل حصان مع اقراط على شكل حلقات كبيرة .انطلقت الاختان الى منزل صديقة كارلا وصلتا و بدأت تعرف اختها على جميع اصدقائها .اما بعد العشاء فقد جلس الجميع على الارائك و البعض ارضا على السجادة و بدأوو برواية النوادر التي تحدث لهم يوميا فعم جو من المرح و الضحك قبل ان يقطع ذلك  جرس الباب .نهضت صاحبة المنزل لتفتح ثم عادت و معها فتاة و شاب  كانا قد وصلا متأخرين .
عادت ايناس من الحمام لتجد اختها تحادثهما .
كارلا : ايناس تعالي ده الدكتور للي قلتلك هيدرسك السنة دي .
ايناس : اهلا دكتور .
وقفت ايناس فاغرة فمها  بينما مد يزن يده ليصافحها .تلامست يداهما و احست ايناس بأنه سيغمى عليها .انها كهرباء تنتقل من جسمه الى جسمها عبر يديهما .يده التي بالكاد تمسك يدها فقد لاحظ صغر يدها مقارنة بيده فخفف من ضغطه عليها .نظرت ايناس الى يديهما المتلامستين ثم رفعت عينيها نحو عينيه لتجد مجرات و اكوان متداخلة  بدأت تشعر بالضياع و هي تنظر اليه  تشعر بالضياع لكنها في نفس الوقت تشعر بأنها و لأول مرة تجد نفسها .استفاقت على صوت كارلا و هي تتابع : ودي دينا خطيبتو .
مدت دينا يدها لتصافح ايناس .
ايناس بصوت مختنق  : احيييه الرجل الغامض بسلامتو طلع الدكتور بتاعي و الدكتور بتاعي طلع صاحب كارلا و صاحب كارلا طلع خاطب و خطيبتو طلعت البنت السكرانة للي كان ساندها .كاارلا اسنديني انا هيغمى عليا .

نيويورك Where stories live. Discover now