العشق لا يأتي كما تريده 2

69 3 0
                                    

العشقُ لا يأتي كما تُريده
وليس إن فاتكَ تستعيده
ذو جانبين وعده وعيده
أَخفَّه مؤنةً وَطيدُه
ينبعُ من أَهونه شديدُه
يصيدني الظبي الذي أصيده
فهو شَريدي وأنا شَريده
يقتلني قتلاً فأستزيده
ظبيٌ غريبُ الحُسنِ بل فَرِيدُه
مُورقةٌ تحت خطاه بِيدُهُ
ذو شرفٍ إطلاقه تَقييده
أنَّى نأى حَنينه يُعيده
من قُبَلٍ خُدودُهُ وجِيده
بل كل نَثرِ الصَّبِ أو قَصيدُهُ
في قُبلةٍ واحدةٍ تَجسيده
تَقبيلُهُ شِعري وَلي تَرديده
ولي إذا سَطرٌ وَهَى تَجديده
بِقُبلةٍ لان لها عَنِيدُهُ
إن الهوى والده ووليده
وحقله حاصده وحصيده
من نَبتِهِ المُنشدُ أو نَشيدُهُ
و كل ما يَهواه أو يُجيده
والعشقُ نَصلٌ لا يُرى حَديده
فينا وفي أعدائنا تجريده
يعدل من دهرك من يُميدُهُ
عليه كلما هفا تَسديدُهُ
يخاف من حُسينِه يزيدُه
                 **** تميم البرغوثي **

وقفت ايناس اما مراتها تسرح شعرها ثم سرحت بخيالها الى عوالم اخرى .عوالم اين تستطيع ان تفهم مشاعرها..اين تعرف كيف هو الحب و كيف هو الاعجاب ..لماذا و كيف نحب ..و من نحب ؟ فكرت في شيخة و نادر .. شيخة التي تذوب عشقا فيه و لا تكاد تفارقه عيناها ..و هو الذي يبدو عبيطا لا ينتبه لشئ .. تعلم بأن تلميحاته لها مجرد مشاكسة لكن ماذا عن الرسالة التي قرأتها شيخة على هاتفه ..هل كان يقصدها هي يا ترى ؟ ..كم تتمنى ان لا تكون هي ..فاخر ماتريد هو ان تكسر قلب صديقتها حتى و ان لم يكن الامر بيديها فهي بالتأكيد لا تحب نادر الا كصديق و كشخص مرح كما انها ترى ان شيخة هي الانسب له .على عكس دينا و يزن الذين يبدوان متضادين تماما ..لكنه قال بأنه يحبها ..ربما هو فقط لا يجيد التعبير عن حبه لذا يبدو جامدا في حين يتطاير الحب من عينيها  في كل مرة تتشبث بذراعيه .ثم عادت ايناس للتفكير بنفسها هل هي حقا معجبة بأستاذها المرتبط ؟ لا تعلم حقا ..كل هاته المشاعر مختلطة بالنسبة اليها .. لا تنكر انها تستلطفه..تحب النظر اليه ..تستمتع بكلماته القليلة و بالرنة التي يصدرها صوته في كل مرة ينطق ..لكنها بالتأكيد لا تحبه ..عقلها يستنكر ان تحب شخصا لم تعاشره .. بل هي تكاد لا تعرفه ..لم ترى منه لا ايجابيات و لا سلبيات ..بل تكره جموده مع خطيبته حتى ... لا تعلم.. افكار كثيرة تجيئ و تذهب داخل جمجمتها الصغيرة  لكن ما تعلمه هو انها متشوقة لمحاضرته غدا بل و فكرت في مايجب ان ترتديه لتبدو انيقة ..يالقلبها المسكين الذي يتوق لان يصنف مشاعره و يضع لها مسمى متعارف عليه لكنه يخاف ان يكتشف ماهيتها في نفس الوقت ففي النهاية ...العشق لا يأتي كما تريده ..و ليس ان فاتك تستعيده .

نيويورك Where stories live. Discover now