حموضة في المعدة

93 8 0
                                    

وصل اسبوع الامتحانات و اصبحت كل من ايناس و شيخة تسكنان فعليا في مقهى نادر .فقد اقمن مخيم دراسة هناك لا ينتهي الا عند الثالثة او الرابعة صباحا فقد مدد نادر وقت فتحه للمقهى من اجل الطلبة الراغبين في الدراسة هناك .اجتازت ايناس امتحانين بالفعل  و هاهي تجهز لامتحان الغد امتحان مادة الدكتور يزن و قد سمعت من الطلاب الاكبر منها بأن امتحاناته صعبة جدا و قليل من الطلبة فقط ينالون علامات جيدة فيها لذا كثفت دراستها بل حتى انها قررت بأن لا تنام الليلة و تقضي الليلة كاملة تذاكر .
 _صباح الامتحان
 دخلت ايناس قاعة الامتحان متثائبة جلست الى طاولتها واخرجت قلمها بينما بدأ يزن بتوزيع اوراق الامتحان .
كان صعبا بالفعل و قد زاد من معاناة ايناس تعبها و رغبتها في النوم و مع الدقائق الاخيرة من الامتحان بدأت تشعر بحرقة معدية حادة و شعور عارم بالدوار  فهي قد اكثرت  من شرب القهوة الليلة الماضية .وقفت ايناس لستأذن للذهاب الى الحمام لكنها شعرت بدوار فظيع عندما وقفت و كادت تسقط .
انتبهت لها احدى زميلاتها فرفعت يدها و تحدثت الى يزن :
-im  sorry doctor but i think this lady here is not feeling okey .
نظر يزن الى الفتاة و هي تشير بيدها الى ايناس ثم اقترب منها و تحذث بهمس كي لا يزعج الطلبة الاخرين .
يزن : are you okey ?
ايناس : حاسة اني عايزة استفرغ .ممكن اروح الحمام من فضلك ؟
اومأ يزن برأسه ان نعم و افسح لها المجال لكي تقف لكنها شعرت بالدوار مجددا و ترنحت .اسندها يزن بيده بسرعة ثم طلب من زميله في القاعة بأن يجمع اوراق الامتحان بينما يرافقها هو الى الحمام .
استفرغت ايناس كل حموضة معدتها و قد ادمعت عيناها بشدة  غسلت وجهها ثم خرجت من الحمام فوجدت يزن ينتظرها متكأ على الحائط .نظر الى وجهها بتمعن ثم هتف فجأة : انت اخت كارلا صح ؟
ايناس : ايوه
يزن : و انا كنت مستغرب انك كلمتيني مصري فالقاعة ! انا اسف اني ماعرفتكش  رغم ان شفتك مع كارلا قبل كده .انتي بئيتي كويسة ؟
ايناس : ايوه يادكتور متشكرة اوي .
يزن : تعالي معايا مكتبي .انا هتصل بكارلا عشان تيجي تروحك .
توجه الاثنان الى مكتب يزن .جلست ايناس على الاريكة بينما اتصل هو بكارلا التي اخبرته بأن امامها مريضا ستكمل معاينته و تأتي اليه فورا .
توجه يزن الى الثلاجة الصغيرة و اخرج منها قارورة ماء اعطاها لايناس .
يزن : كارلا هتيجي كمان شوية ارتاحي هنا لغاية ماتيجي .
جلس يزن على مكتبه و بدأ بتصحيح اوراق الامتحان التي جمعها زميله سابقا .رفع رأسه ليطمئن على ايناس فوجدها نائمة باطمئنان على الاريكة .شعر بشئ يدفعه للنهوض من مكتبه و التوجه اليها .جلس على طرف الاريكة و تأمل وجهها .تبدو جميلة جدا و متعبة ايضا .بدت له لوهلة بأنها اصغر من ان تدرس في الجامعة و اضعف من ان تتغرب .سقطت خصلة من شعرها على وجهها فمد يده ليرفعها ، تململت ايناس في نومها و تأوهت بضعف ، استمر يراقبها و هي نائمة الى ان فزع الاثنان على رنة هاتفه .اجاب يزن بسرعة
كارلا : ايوه يايزن انا بره عند الباب خليها تتطلعلي .
وقفت ايناس بعد ان سمعت صوت كارلا يخرج من الهاتف بحثت بعينيها عن حقيبتها فمدها يزن اليها و هو لا يزال يتحدث الى كارلا ، اغلق الهاتف و وقف بدوره : انا هوصلك للباب و اسلم على كارلا بالمرة .
مشى الاثنان بصمت في رواق الجامعة الذي خلى من اي نفس فالجميع قد انهو دوامهم الان .
تنحنحت ايناس بخفوت : احمم... متشكرة اوي على وقفتك  يادكتور تعبتك معايا
يزن : لأ العفو ماتشكرينيش كلو يهون عشان عيونك
توقف يزن فجأة عن الكلام ؛ ماذا الذي تفوه به للتو ؟ هل فعلا قال كلو يهون عشان عيونك لفتاة صغيرة ؟ لاخت كارلا ؟؟ لطالبة عنده ؟؟؟  مالذي اخل بتوازن عقله ليلفظ هاته الجملة؟يالغبائه .
وصل الاثنان الى كارلا التي سلمت على يزن بعد ان اطمئنت على ايناس و اركبتها السيارة .
بعد ساعتين استلقت ايناس على فراشها لتنام و عقلها لا يكف عن ترديد : كلو يهون عشان عيونك .

نيويورك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن