-صباح الخير ! .. ألقت عليه بتحيتها باقتضابٍ ملحوظ
بينما كان هو يقف أمام خزانته بروب الاستحمام، كان يستعرض مشاجب العباءات خاصته، يختار واحدة بعنايةٍ كما إعتاد و هو يرد عليها :
-صباح الخير.. خير يا هانم. إيه الموضوع المستعجل ده إللي ماينفعش يستنى و كنتي عاوزاني فيه ؟!
بدا عدم إكتراثه لزوجته، أما هي فلم تكن تنتبه لوضعه.. إلا حين أمرها فجأة بصوته الفاتر :
-هانم.. ياريت تنطقي أسرع من كده. أنا لسا يومي طويل
و هنا رفعت عينيها صوبه ...
كان وجهها محتقن.. بسبب إسلوبه معها، لكنه الآن يتحوّل إلى الشحوب التام حين نظرت و شاهدته على هذه الصورة
صورة أكثر حميمية، منذ متى لم تره عليها ؟
أجل تتذكر جيدًا
قبل ميلاد إبنتها "سلمى" بثمانية أشهر
أي منذ ثلاثة عشر سنة !!!
و مع ذلك... لم يبدو أقل حيوية و شبابًا.. كان كما عهدته دائمًا.. رمزًا للرجولة الكاملة... و مثالًا حي للقسوة و العذاب
تتمالك "هانم" نفسها قبل أن تفضحها مشاعرها الدفينة تجاهه.. و تحمد الله بأنه يقف موجهًا لها ظهره، لم يراها و هي تحدق فيه كأنها لا ترى رجلٌ غيره على ظهر هذا الكوكب
تنحنحت منظفة حشرجة حنجرتها، ثم قالت بجمودٍ و هي تضم يديها أمامها كتلميذةٍ :
-أنا كنت عاوزاك بخصوص مصطفى !
-ماله ؟
-مصطفى حالته وحشة أوي من إمبارح
رد عليها و هو يسحب أخيرًا عباءة تناسب يومه :
-حالته وحشة إزاي يعني. محتاج دكتور. أبعت أجيب من المستوصف و لا إيه ؟!
رمى بالعباءة فوق السرير، ثم تطلع إليها بانتظار جوابها، بينما تقول مقطبة جبينها :
-لأ هو علي و حمزة جابوله دكتور إمبارح و طمنا عليه.. هو كويس. بس نفسيته هي إللي مش كويسة خالص
لوى "سالم" فمه و هو يقول بتهكمٍ :
-و المطلوب مني إيه يعني.. ألبس بلطو و أنزل أعمله دكتور نفساني و لا إيه مش فاهم !!
فارت دمائها غيظًا من طريقته، فشدت على أسنانها مغمغمة بحنقٍ :
-لأ إنت مش مطلوب منك حاجة خالص يا سالم. هو بس من ليلة إمبارح و هو على جملة واحدة.. "دخلتي على فاطمة الجمعة الجاية" !
سالم ببرود : يبقى يشوف مين هايدخله عليها الجمعة الجاية
-ده إبني يا سالم !! .. هتفت "هانم" منفعلة فجأة
YOU ARE READING
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا
~¤ في كل مكان ! ¤~
Start from the beginning