🍁الفصل العشرون🍁

1K 42 13
                                    




🍁الفصل العشرون🍁

🍁على الحافة🍁

كطالبتين مذنبتين في حضرة المدير كانتا تجلسان أمام أبو مجد تنتظران القرار الذي سيصدر أو التصرف الذي سيكون... فيما كان هو في حالة من الخيبة... الخيبة وليست الصدمة... فكيف يصدم في أمر كان يراه قادماً... حتمياً... كيف لا والزوجة _إبنته_صغيرة ساذجة عنيدة تحتاج صبراً، والزوج ذا باع طويل من الخبرة وقد إستنفذ مكاييل صبره لا بدّ في زواج أوّل فاشل...
نظر لهما معا ومرارة الخذلان تنطق واضحة في عينيه فيما لسانه يقول: قولتلكم التكافؤ مش موجود... البنت صغيرة والزلمة كان متزوج والله أعلم زواجه الأول كيف بكون أثر فيه... قولتوا أحمد منيح... لمّا حضرتك مش قادرة تفارقي صاحباتك بتتجوزي ليش؟ لمّا مش ناوية تخلفي بتتجوزي ليش؟!!
كانت سراب تشهق بصوت متقطع وتقول: مو مو مش ناوية أخلف... كنت بدي أأجل لبعد ما أخلص جامعة
ارتفع صوت والدها قليلا ينطق بقهره مقاطعا: هييييك من راسك بتقرّري من دون ما تشوري جوزك...
نظرت سراب لوالدها بعينين تناشدانه الفهم: كنت مفكرة ما عنده مانع!
ضرب أبو مجد على فخده بغلّ وقال: وليش ما يكون مستعجل يعني... ليش أساسا الناس بتتجوز ليييييش!! زلمة صار فوق التلاتين لشو بدّو يصبر عالخلفة... الأصول يا بنت الاصول تشاوري جوزك تشوفي رأيه بالموضوع تتفاهمي معاااه، والمفروووض انه مواضيع مهمة زي هاي متناقشين فيها من الأساس قبل الزواج... بالخطبة... لأنه مرحلة الخطبة نعملت لحتى يكون في أساسات للحياة اللي راح تبنوها مع بعض... مش عشان الحب والرومانسية والحكي الفاضي لوجه الصبح!!
تضرج وجه سراب محمراً بشعور عارم بالخزيّ وسمعته يكمل: بس الحق مش عليكي.. بدّي ألوم عليكي إنتي يا صغيرة وهي إمّك اللي هي إمّك لسة ما بتعرف تتصرف... موضوع مصيري بحياة بنتها بتخبي عليّ كأنّي خروف بالبيت ما إله قيمة... بس والله معها حق... كلكم معكم حق... لأن الحق عليّ أنا إنّي أعطيت داني وسلمت راسي لمرة تلعب فيه وتوسوسلي وأنا اللي عارف إنه وسوسة النسوان بتخرب أكتر من وسوسة الشيطان... ولّا الجيزة هاي كلها أنا ما كنت موافقة عليها من الأساس!!
نظر أبو مجد لسراب التي كانت تتنهنه في حضن أمّها مستفهما: انتي طلعتي من البيت حردانة "تاركة البيت بغضب" ولّا هو طلب منّك تطلعي؟
نظرت سراب نحو والدها بملامح ذكرته بها طفلة تخشى اعترافها بالخطأ فعرف ما يريد وهزّ رأسه بينما يحوقل علّ الغمّة تفارق دماغه فيستطيع الوصول لحلٍ لا يحطّ من شأنه كرجل يحكم بيته بالأصول ولا يحطّ من قيمة ابنته أمام زوجها ومن ثمّ نظر لزوجته قائلا بوعيد: حسابك إنتي معي لسّة ما خلص!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................

في مساء الليلة التالية
بعد ساعات وفي حلكة ما بعد منتصف الليل كانت كلمات والدها لا تزال ترنّ في أذنيها " كان متزوج والله أعلم زواجه الأول كيف بكون أثّر فيه"... أمن المعقول حقّاً أنّ أحمد لا زال يحمل في روحه ندباً إثر زواجه الأوّل من دلال وهي... هي من كانت غافلة فقط عن ذلك... أم ربما متغافلة... هانئة بأكواز العسل التي يسقيها إيّاها زوجها بالقناطير مغرقاً إيّاها في غيبوبة طويلة من السّكر وهي ببساطة كانت راضية... وحتّى حين كانت تتمرّد ماذا كانت تفعل... كانت تكتفي بالتعنت الأحمق دون السؤال... دون طلبٍ جادّ وحقيقي للتوضيح عن مكمن العلّة... فما الذي كنت تحمله في روحك حقّا يا أحمد وقد حوّلك لشخص آخر غير أحمد الذي تعرفه فتستحيل غاضباً بمرارة وخيبة تعتصرك!
أحمد ليس بالزوج العادي الذي يعوّض وإن رأى غيرها خلافا لذلك فقلبها... قلبها لا يستغني عنه مطلقاً... بل إنّه لا وجود لها من دونه هو، لذلك فهو يستحقّ منها البذل الكثير وإن أرادت يوما أن تبني حياة سويّة معه عليها قبل كلّ شئ أن تفهم جذور الحكاية... دلال... إسم تجنبته كثيراً رغم سهولة الوصول إليه، كيف لا وقد بات بريدها الإلكتروني مخزناً في هاتفها منذ مدّة... ذلك اليوم حين تسلّلت كأيّ زوجة أصيلة إلى حاسب زوجها تبحث فيه عن سرّ... أيّ سرّ... فلم تجد فيه ما يثير فضولها إلّا عنوان البريد الاكتروني للمغفور لها... دلال... واليوم وبعد تجاهل له طويل قرّرت أخيراً إستغلاله إذ أرسلت لها رسالة تحوي أسئلةً صريحة تحتاج لها إجابات واضحة
غفت سراب ترمي برأسها بجانب جهازها الحاسب وتحتضن بكفّها هاتفها النقّال والذي كانت ترقبه كلّ عدّة دقائق قبل عدّةٍ أيّام ممنيةً النفس بإتصال فائت منه لم تلحظه حتّى إدّعت أخيراً اليأس وما عادت تناظره إلّا بخلسة عن نفسها وفي كلّ مرّة كانت الخيبة في داخلها تحفر أكثر والغضب يتأجج أكثر وأكثر، فتهدّأه واعدة إيّاه بثأرٍ رغم حتمية الغفران!
.................................................. .................................................. .................................................. ..................................................

عيون لاتعرف النوم (ج1 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"Where stories live. Discover now