🍁الفصل العاشر🍁

1.1K 53 6
                                    


🍁الفصل العاشر🍁

🍁زفاف... أم .... ؟🍁

ليلة الحناء
في مدينة العقبة، بعيدة عن أخوتها بمئات الكيلومترات، تحمل داخلها قلبا قريبا لهم بدمائه يتلوى عليهم حقدا، كيف لا وقد كانوا السبب بهجر ذلك الحبيب، كيف لا وقد استكثروا عليه تلك الحبيبة، خطفوا منه أحلامه وقذفوها بحضن ذلك العاصي ابن الأميريكية، فضّلوه على أطيب أبناءها وأبرّهم فكيف يستبدلون الثرى بالثريا!!
تذكر أم عماد مشاجرتها منذ قليل مع زوجها والتي ما هي الّا اتمام لوصلة مشاجرات كانت طوال الأسبوع، فهو لا يفهم كيف لها أن لا تشارك أخوها وأختها فرحتهم بزواج أبنائهم، لا يفهم أنّها لا تستطيع ان تراهم دون أن تتذكر ابنها الغائب فما بالك بأن تراهم سعيدين فرحين ناسين أو متناسين نكبتها!
يقول زوجها انّها حقودة، قلبها من حجر فأخاها مريض وكان ليكون سعيدا لو رآها، ستذهب وتزوره وتراه ولكن ليس اليوم ولا غدا ربما فيما بعد ، نست أم عماد وقتها انّ الموت لا يطرق الأبواب مستئذنا، كما ونست قولا مأثورا لأعرابية سئلت عن زوجها وولدها وأخيها فقالت: "الزوج موجود والأخ مولود أما الأخ الحنون فمن أين يعود!"!
.................................................. .................................................. .................

كانت غزل الحاضر الغائب في حفل الحناء، حاضرة الجسد غائبة الذهن، بفعل حبة مهديء أعطاها اياها زوجها رقصت وغنت حتى أنّها تمايلت مع الأغاني الفلوكلورية القديمة المتوارثة من أجداد أجدادهم والمتناغمة مع دقة الطبلة رافعة سدر الحناء فوق رأسها والذي وصلها بعد تنقله بين النساء الكبيرات عمرا واللواتي كنّ أغلبهن يرتدين الأثواب الفلسطينية بتطريزاتها الحريرية الدقيقة.
ابتسمت حتى أنهكت وجاملت حتى ملّت، فعيون كثيرة هي التي سلطت عليها فمنهن من يجهلنها فتبحث لولدها عن عروس ومنهن من تتسائل أن كيف لمن بجمالها أن يتركها زوجها هاجرا اياها سنين فتلعن الرجال وفراغة أعينهم، ومنهن آخريات يجزمن ويؤكدن أن لا بدّ أنّه قد غشّ بالبضاعة ليلة زفافه فوجدها معيوبة!
ومن بين أقاويلهن التي كانت، مع قبلة كرم التي لم تكن، واتصال تلك الماريا التي لا تعرف من تكون، وجدت غزل لدموعها نفاذا بين كلمات أغنية غنينها النسوة متقصدات بها انزال دموع العروس وأمها و التي تتناسب مع هذه الليلة التي يطلق عليها الكثير من الناس ليلة الوداع والمضحك المبكي بالأمر أنّ كثيرات من اللواتي يغنين غالبا ما يشاركنهن أيضا بالدموع
رغم أنّ سراب كانت الليلة في قمة السعادة وقد تم عقد قرانها أخيرا على أحمد اليوم ظهرا الّا أنّ معدتها لم تتوقف عن الانكماش فهي لم تكن تختلف عن أي عروس تخشى من مجهول ينتظرها في حياة جديدة تختلف اختلافا كليا عن حياتها الحالية وما تسمعه الآن من النسوة بينما يحنين يديها اعتصر قلبها بألم لفراق أهلها وخاصة والدها الصامت كدرا على فراقها منذ أكثر من أسبوع...
سبّل عيونه ومد ايده يحنوله..........وش هالغزال الذي راحوا يصيدونه
يامي يا يامي وشديلي مخداتي......... واطلعت من البيت وماودعت خياتي
يامي يا يامي وشديلي مناديلي........واطلعت من البيت وماودعت انا جيلي
.................................................. .................................................. .................

عيون لاتعرف النوم (ج1 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"Where stories live. Discover now