🍁الفصل الثامن🍁

1.1K 51 5
                                    



🍁الفصل الثامن🍁

🍁بين شدّ وجذب🍁

كانت غزل تجلس منكمشة وحيدة بجانب كرم في عتمة السيارة التي يقطع بها شوارع عمان المزدحمة جدا بالسيارات...
راقبت ازدحام الشوارع الذي يتزايد جدا جدا في أشهر الصيف بفعل الأفواج السياحية القادمة من دول عربية شقيقة والمغتربين الذين يعودون بهذه الأشهر لزيارة أهلهم...
كانت تستمع للهمهمات الحانقة اللاعنة لعدم احترام قواعد السير المفروضة الصادرة من ذلك الغول الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة والتي كانت تتطور أحيانا كثيرة لشتائم نابية غضبا من سيارة تجاوزته أو عرقلت طريقه أو ببساطة لأن سيارته المسكينة علقت في زحمة السير!!
لم تشأ أن تغادر معه وحدهما قبل الآخرين، صحيح أنها كانت معه في منزل واحد طوال الأسبوع ولكن شعورها بأهلها معها بنفس البناية كان يعطيها شعورا بالطمأنينة والأمان عداك عن انعدام رؤيته تقريبا طوال تلك الأيام.
لم يقبل عندما أصرّ زوج عمتهم عليهم البقاء واكمال السهرة عندهم فهم على حسب قوله أهل ولا داعي لمغادرتهم مع بقية الضيوف، لكن كرم اعتذر منه قائلا له أنه متعب جدا وكان ينتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر ليرتاح وينام.

خجلت جدا عندما ناداها للمغادرة وفقدت دقة أو دقتين وقتها رغم سذاجة الموقف ولكنها رغم الرعب الذي أصابها مما قد يفعله عندما ينفرد بها تماما الا أنها شعرت ولأول مرة أنها زوجته!!
رأت السيارة تتجه لشارع "الشميساني" وتدخل في زحمة المشاة فيه من كثرة رواده القاصدين مطاعمه ومقاهيه التي لكثرة امتلائها بالصيف تصف الكراسي والطاولات على الأرصفة بعيدا عن الأجواء الخانقة بداخلها
نظرت غزل باستغراب لكرم عندما أوقف سيارته ليرد لها نظرتها قائلا: ميت جوع خلينا نتعشا وبعدين بنروح عالبيت
ارتبكت عيون غزل عند ذكره لكلمة "البيت" بهذه الأريحية ليكون رمزا يعنيهم معا بصورة حميمية غير موجودة بالواقع وفتحت الباب بالمقابل ونزلت من السيارة دون جدال...
*
*

كانت غزل تتساءل بينها وبين نفسها بعد أن أنهت عشاءها الذي أكلت منه لقيمات تحت نظراته الحادة ان كان كرم حقا مفصوم!!
بالكاد تعرفت عليه.. فلكم كان مراعيا لها بهذه الساعة وكأنه ليس ذات الكرم الذي كان منذ اسبوع... أصرّ أن يطلب لها وجبة طعام رغم رفضها للفكرة وطلب لها كأس خليط الموز بالحليب الذي كانت تحبه مذ كانت طفلة... وكأن الزمن لم يتغير والنفوس لم ... تتحطم!! أكثر ما أحبته أنّه لم ينغص عليها بأي كلمة تضايقها الا ...
تذكرت منذ نصف ساعة عندما أتى الجرسون " المضيف" ليسأل ان كانوا محتاجين شيئا فطلبت منه بارتباك أن يحضر لها ماء... تذكر كيف حدجها بحدة ليهمس لها ما ان غادر ليحضر لها طلبها " لما بدك اشي بتحكيلي وأنا بطلبلك... مش اجر كرسي أنا على هالطاولة!!"
بهتت فعليا وقتها غزل فكيف لرجل نصف أميريكي وعاش أغلب سني عمره هناك أن يكون بهذه العقلية!! ولأول مرة تجد نفسها تتساءل عن طبيعة حياته هناك!!

عيون لاتعرف النوم (ج1 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon