🍁الفصل الحادي عشر🍁

1.1K 46 3
                                    



🍁الفصل الحادي عشر🍁

🍁بذرة لم تغرس و... لن🍁

هاقد مرّ أسبوعان، أسبوعان مند زفوه الى قبره، أسبوعان منذ فقد منزلهم عبق دفئه، أسبوعان منذ آخر مرة التفوا حوله طالبين قربه، أسبوعان وتلك التي تحولت من زوجة الى أرملة بين لحظة وأختها تصحو كلّ يوم تبحث عن عبقه في طيّات ملابسه التي اكتساها لزفاف كان مدركا جدا أنه لن يحضره، تنام وهي تحتضن وسادته العابقة بآخر أنفاسه بدلا منه، تغرق نفسها في بخاّت مقتصدة من عطره لعلّها تشعرها بقربه، تجلس على كنبته الأثيرة تشاهد برنامجه المفضل، وتبكي كل ليلة تدعو الله جاهدة أن تراه ولو طيفا يبرد قليلا من نار شوقها الحارق!

أسبوعان مرّا على زفافهما، سعيدان هما... سعادة تشابه بحلاوتها الشوكولا الفاخرة بطعم القهوة التركية لاذعة المرار! أسبوعان وهو يدفن فيها حزنه صباحا ومساء بينما تمتصه هي بكل رحابة صدر مخففة عنه الضيق ، ترسم في حياته بريشة حبها ألوان الطيف السبعة بدلا من الدخاني الشاحب الذي كان، تنسيه بابتسامتها الدافئة ليلا والمتوارية طوال النهار كلّ ما به من همّ وحزن...
لكم يشفق عليها من فرحتها المبتورة التي تجاهلتها توقع منها سخط طفولي على حظها العاثر، توقع قلة صبر على ظروفهم الشائكة، توقع شكوى من الغمزات الملصقة بوجهها كلمة نحس ناسين أنّ الموت علينا حق مكتوب في موعد ثابت لا يتغير... وعلى العكس من كلّ توقعاته، أظهرت نضجا صدمه... فخور هو بها...
كلّ يوم يتعلق بها أكثر ومخاوفه تتزايد أكثر فأكثر... ولا يدري كيف سيمضي عليه هذا اليوم بنهاره وليله بعيدا عن حضنها الدافئ ورؤية وجهها الصبوح، فاليوم أول يوم يغادرها فيه للعمل وعليه أن يناوب طوال الليلة في المستشفى... وهنا عاوده الانقباض لاعنا ظروف عمله الصعبة التي تضطره الى الابتعاد توقف عند باب غرفة أحد المرضى الأطفال اللذين يشرف عليهم وأرسل لها الرسالة الخامسة لهذا النهار يخبرها بها عن شوقه الذي لا ينضب لها، وككل المرات لم يتلق منها ردا...

ودخل بعدها للغرفة بقلب منكمش بينما يتذكر استياءها منه في هذا الصباح... كانت قد استيقظت كأي زوجة مثالية لتعدّ له افطاره قبل مغادرة المنزل... لا في الحقيقة كان هو من أيقظها ولكن ليس لتعدّ له افطاره بل لتشحنه بطاقة تصبّره على الفراق، ويترك لها ما يشعل تفكيرها به لوقت اللقاء

بعد أن استحمّا وبينما يناولها لقيمات الطعام بمداعبة رقيقة، طلبت منه أن تذهب الليلة للمبيت لدى بيت أهلها حيث أنّه سيكون غائبا ولا شيئ لها لتفعله طوال اليوم، فكل في بيت خالها لاهٍ بما يشغله، غزل بجامعتها مشغولة جدا في فصلها الجامعي الأخير نهارا أما مساءا فهي ظل لا يتجزأ من خالتها... يوسف فما بين عمله وأصدقاءه، وعمر يرافق كرم يوميا بالدوام بالشركة منتظرا نتائج الثانوية بتوتر واضح، أما زوجة خالها أم أحمد ففي عالم آخر بعيدا عنهم تتجرّع آلام الفراق... ورغم أنها تمضي معها أغلب اليوم الا أنها بالكاد تكلمها أو تكلم أي أحدا في المنزل... وهي مشتاقة جدا لوالدها الذي تكاد لا تراه، فبسبب العدة التي تقضيها حماتها، يكتفي بايصال أمها تقريبا بشكل يومي لعندهم
وهو رفض... رفضا قاطعا بالواقع... أخبرها أنّه لا الليلة ولا بأي ليلة أخرى سيرتضي أن تبيت خارج منزلهم ان ناوب في المستشفى ليلة أو عشر، فلتعتد هي على ذلك، وخرج من المنزل رافضا اعطاءها أي من التوضيحات أوالأسباب... دون أن ينسى قبلة الوداع!! بعد أن انتهى أحمد من فحصه الشامل للطفل وحواره المطول معه ومع ذويه انتقل لغرفة أخرى ولطفل آخر... يعلم أنه بارع في مهنته بشهادة أكبر أطباء أميريكا واللذين قدموا له عقد عمل رائع رفضه هو دون ندم....

عيون لاتعرف النوم (ج1 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum