~¤ يا حلو يا مغرور ! ¤~

Start from the beginning
                                    

و تضاحكا مرة أخيرة، ثم قال "رزق" و هو يوليه ظهره ملوّحًا بيده :

-يلا أشوفك على خير.. إبقى ودَّنا يا ريس

صاح "رجب" في إثره :

-و إنت ماتنساش توصل سلامي لابوك !

غادر "رزق" المكان منطلقًا بسيارته دون الفتى الذي اعتذر منه ليلحق بميعادٍ خاص، فسمح له "رزق" بالرحيل... و أثناء طريق العودة يفرغ ذهنه تمامًا.. فإذا بالأحداث الأخيرة تعرض عليه

و ها هي صورتها تقفز أمام ناظريه مجددًا

لقد كاد ينساها... ماذا كان أسمها ؟ .. "ليلة".. كيف له أن ينسى أسمها.. بما أنه هو الذي أعطاها هذا الأسم قبل عشرون عامًا !!!

رباه !

إن رؤيتها أطلقت بعقله طوفانًا من الذكريات المختلفة.. لم يكن يحاول أن ينسى أيًّا منها... حتى لو أراد.. ستظل أمنية عصية على التحقيق.. الماضي كله محفورًا بدواخله.. قد خبأه جيدًا بمكانٍ قصي و تناساه أغلب الوقت

لكنها هي جاءت اليوم.. ظهرت أمامه كالشبح و ذكرته بكل شيء.. تحديدًا تلك الليلة المعلومة ...

Flash Back ...

تلك الفترة العصيبة التي شهدها تفتك بأمه، منذ وطأت أقدامهم بيت العائلة هذا.. عائلة أبيه، رغم حداثة سنه و عقليته الطفولية، إلا أنه أبدى تعقلًا في التعامل مع الأزمة التي تجلّت بعلاقة والديه

أمه دائمًا حزينة، مكتئبة.. في منأى عن الجميع، و خاصةً والده، مع أنه لا يزال ولدًا لكنه منحها الأعذار.. لم تكن الصدمة هيّنة عليها، إذ تكتشف فجأة بأن زوجها و الرجل الذي أحبته لسنواتٍ و ضحت من أجله بالكثير، بل و عصت والدها حتى تحيا معه كزوجة و تنجب منه طفلًا يحمل أسمه

في ثانية ترى زوجة أخرى له و أطفال أيضًا.. شعر بصدمتها، فقد أحس بنفس الصدمة بدوره، لكنه ما لبث أن أفاق منها و تخطاها حين أخذه  والده و جالسه على إنفرادٍ ليلقى على مسامعه الآتي ...

-رزق.. إنت كبرت و بقيت راجل. لو إتكلمت معاك هاتفهمني صح ؟

هز الطفل رأسه أن نعم، فاستطرد "سالم" بجدية :

-أنا عارف إنك مشوش و متلخبط بسبب الظروف الجديدة حواليك.. عارف كمان إنك مضايق عشان ماما. بس أنا عاوزك تتأكد من حاجة واحدة و تكون واثق فيها أوي.. أبوك عمره ما يقدر يفرط في حتة منه. و إنت مني يا رزق. و أمك.. أمك دي مش مراتي و بس. دي حبيبتي و أظن أنت تعرف أنا بحبها أد إيه ...

صمت قليلًا كي ما يعطيه وقتًا ليستوعب هذا القسم من حديثه، و لو أنه فهمه جيدًا.. خاصةً الجزء المتعلق بعلاقة الحب التي جمعت أبويه، لا يستطيع أن ينكر مدى حب أبيه لأمه، حيث أنه كان شاهدًا عليه منذ وعى على الدنيا

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now