~ ¤ تمهيد ¤ ~

Start from the beginning
                                    

-أنا لحد دلوقتي مش مصدقة !! .. قالت "كاميليا هذه العبارة عندما إنفردت هي و زوجها ببيتهما الخاص

كانت تقف أمامه بغرفة النوم ذات الاضاءة الصفراء الخافتة.. لا تزال في ثوب الزفاف، بينما هو يغلق باب الغرفة و يسير نحوها و هو يفك زر ياقته و يسحب ربطة عنقه ...

-إيه بالظبط إللي مش مصدقاه يا حبيبتي ؟!

وقف قبالتها تمامًا، حاوط خصرها بذراعه و قربها إليه بلطفٍ فصارت ملاصقة له.. تشعر بالدفء الذي يبثه فيها جسمه الصلب ...

إزدردت ريقها و هي تشعر بتوترها يتصاعد لتقول دون تفكيرٍ محدقة بعينيه العسليتين حادتي النظرة :

-كل إللي حصل.. مش قادرة أصدقه. كأنه حلم.. إنت عملت فيا إيه يا سالم.. أنا ما يوم ما شوفتك. لحد اللحظة دي مش قادرة أنطق !

علت زاوية فمه بابتسامة خبيثة و هو يرد عليها بنعومةٍ :

-ماتبالغيش أوي كده.. ما إنتي بربانط أهو و حسك طالع و بيسحرني كمان

هزت رأسها قائلة بتوضيحٍ :

-مش قصدي.. أنا عاوزة أقول إني مذهولة. قابلتك بطريقة غريبة. قضيت معاك فترة قصيرة و يدوب عرفتك.. كنت بستجيب ليك في أي حاجة تقولها. ماشية وراك زي العامية و إنت الدليل.. إزاي مسيطر عليا بالشكل ده ؟!!

أصدر "سالم" ضحكة خافتة، ثم طبع على خدها قبلة متوددة.. و همس بعدها فوق شفاهها :

-عارفة ده إسمه إيه ؟ ده إسمه الحب.. الحب من أول نظرة زي ما بيقولوا. مش صدفة إني أشوفك و أمشي وراكي و إنتي كمان تقفي بين إيديا و تسمعيني كأنك تعرفيني. مش صدفة يا كاميليا.. إحنا إتخلقنا لبعض. و لقانا كان بمعاد !

كان لكلماته وقع السحر عليها.. كأنه يُلقي بتعاويذ... لم يسعها إلا تصديقه و التجاوب معه.. حين إرتفعا كفّاه باللحظة التالية ليحيط بوجهها، و يرفعه كي ما يتمكن من تقبيلها تلك القبلة الشغوفة التي تاق لها منذ رآها، و أدخر معها كل أشواقه و وصبه إليها

و كعهدها معه.. أبدت إستسلامًا فوريًا و تركته يغزو القلاع و الحصون رافعًا رايات ملكيته عليها كلها.. من الرأس لأخمص القدمين... صارت ملكه !

°°°°°°°°°°

لم يمر الكثير... فقط ثلاثة أشهر تلت ليلة الزفاف.. و أعلنت "كاميليا" لزوجها في عشاءً رومانسي عن خبر حملها.. ثمرة حبهما التي إستقرت بقرارٍ مكينٍ بداخلها

كانت فرحته لا توصف..و كأن الدنيا كلها لا تساعه بها، و من يومها صار يغدق عليها المزيد من حبه و إهتمامه، حنى أنه بعث في طلب المزيد من الخدم ليوفر لها كل سُبُل الراحة

حتى وضعت بعد ثمانية أشهر طفلًا ذكرًا أعطاه والده إسم "رزق".. لم يعجب الاسم جده الباشا بالمقام الأول، حتى أنه أعترض عليه صراحةً، لكن "سالم" لم يعبأ لاعتراضاته و تصرف كأنه لم يسمع شيئًا، مِمّا أزاد العداوة و البغضاء بينهما ...

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now