لا تَخذُلني 29

19K 823 302
                                    

أنا أكتُب لي ، لذاتي ، لحُزني و إكتئابي ، أكتُبُ لنفسي التي إمتلكُها الحُزن ، أكتُبُ لمنفى غائر في داخلي ، منفى عميق القاع ، لا ملجأ فيه و لا منجى منّهُ سوى المزيد من التّشرُّد

💙💙💙💙💙💙

مرت ثواني وهما غارقان في قبلتهما الدافئة قبل ان يشعر ليونايدس بتخبط داخله ليفتح عينيه على وسعهما بصدمة ليستوعب ما حصل ، هل ضعف لهذه الدرجة فكر وهو يرخي من اشتداد يديه حولها

ليقطع التحام شفتيهما وهو يبتعد عنها بضع إنشات تاركاً إياها تأخذ انفاسها وهي تنضر له بعينين نصف مغلقة ، كانت تشعر بإنتعاش داخلها لقبلتهما هذه وخيوط سعادة بدأت بالتسلل وهي تضن بإنه نسى كل شيء

إلا إنه خاب املها وهو يبتعد عنها بضع خطوات ناضراً لها بهدوء ، قبل ان يمسك بمعصمها وهو يسير بها مبتعدين عن الشاطئ بينما اماليا ما زالت لا تفقه اي شيء وهي تشعر بالإهانة لما حصل لكونه تجاهلها بعد قبلتهما

لتفيق وهو يفتح باب السيارة لتجلس قبل ان يفعل بالمثل وهو يلتف بها بسرعة ليختصر الطريق بينما الهدوء ما زال يسيطر على وضعهما قبل ان تنضر له بطرف عينيها نضرات خاطفة إلا انها لم ترى سوى ملامح جامدة

شعرت بالغصة حالما توقفت السيارة امام بناية شقتها السابقة لتستمع لصوته الهادئ"ما حصل إنسيه ، اردت ان أقضي آخر لحظاتي معك بشكل جميل"انهى كلامه بجدية قبل ان تلتف برأسها وهي تحاول فهم مقصدة

اعاد ليونايدس انضاره للامام ليردف بصوته الأجش"يمكنكِ العودة لحياتكِ الطبيعية لستِ بحاجة الهروب للتخلص مني ، لإنني لن اضهر امامك بعد الآن" انهى جملته بقوة وهو ينضر لعينيها التان تسبلان باهدابها

تكررت كلماته داخل رأسها قبل ان يمنحها عقلها إيعازات لتصدر ردة فعل وقد ترقرقت عينيها بالدموع حالما استمعت لكلماته ، لا تخذلني ليونايدس ارجوك فكرت بعقلها وهي تتمنى ان هذه مزحة منه، لماذا أماليا هل تضنين بإنه سوف يتشبث بكِ؟

"إنتضر...ما هذا الآن"تمتمت بعدم تصديق لكلامه وقد هربت الكلمات من فمها حتى انها نسيت ما ارادت قوله ،"ماذا تقصدين هل لإنني جلبتكِ هنا فجأة، لا تقلقي امرت الخادمة بجلب أغراضك من تلك المدينة وقد اعادتها الى شقتك هنا"انهى كلامه محاولاً تحاشي النضر إليها

ليصنع ملامح بينما بدأت يده بالإرتجاف لشدة غضبه ليحاول السيطرة على نفسه وهو يشدد على  المقود منتضراً ان ينتهي هذا الآن ليذهب لإفراغ ما يشعر به من مشاعر قد أهدمت ما تبقى بداخله من ان يكون بخير


ابتسمت أماليا بإتساع قبل ان تطلق تنهيدة ساخرة وهي تومأ برأسها متمتمة"هل يجب ان اقوم بشكرك الآن"تسائلت بجدية مصطنعة لترى عينيه تنضران لها بتمعن وكإنه يعلم ما بداخلها لكنه يكابر كما تفعل هي

LEONIDAS Where stories live. Discover now