109 دفء

10.6K 719 3K
                                    

كريس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كريس

كيف استطاعت التعرف عليهِ؟ كيف وقد تقلّب قلبي يوارب الحقيقة الدامغة أمامي مُتعذّراً بالاستحالة.. أليس هذا صوته؟ أليست هذهِ ابتسامته؟ إذن، لماذا ترددتُ ولم تفعل هي؟

"هل أتخيّل أمّ أنّكما ازدتما نحولاً؟ أكان القصر كئيباً هكذا مُنذ غادرت؟!"

يحاول الظفر بإجابة منها بين ذراعيها ويفشل، فيضحك، يذرف القليل من الدموع في حين هي لا تتوقف عن النحيب. ألتمس شعرهُ بحذر، أمسّدهُ، أقنع أصابعي بإحساس لا يُمكنني إخطاؤه. أحتضنهُما وأستنشق رائحة ملوحة الجنوب بأخرى عطرة، مزيج متناقض، وليس غريباً عليهِ لسبب ما. أُدقّق في رقبتهِ، فيرتعش قلبي عندما لا أرى أيّة ندبة عهدتها عليهِ، ثم أهدأ، أتذكر بأنّهُ أتقن قدرة الشفاء، ارتيابي يعود خائباً إلى جُحرهِ، هذا طفلي، ملكي الصغير، ماتيو الذي أعلمهُ فلا داعي للتّحقق أكثر. لقد رأيتُ الكثير من الأحلام، وجمال هذهِ اللّحظة هو الدليل الدّامغ على واقعيّة ما يحدث فلا كوابيس ستأتي بهِ ضاحكاً عندما اعتقدتُ بأنّهُ يحتضر.

ثبتُ في مكانهِ يمنحنا وقتاً لاستيعاب وجودهِ، ثمّ تراجع يُمعن النظر في عيني والدتهِ مُستاءً.

"لقد كنتما تبكيان طوال الوقت وفي اعتقادكما بأنّني ميّت؟ سحقاً لقد تأخرّت كثيراً.."

أين خُنصر يدهِ اليمنى؟

قبض وجهي صارخاً: "أنظرا إليكما، كئيبان ونحيلان وشاحبان كجثث الشواطئ، قلبٌ نابض لا يكفي لنكون أحياءً!"

مُحق، ولكن ما أدراهُ بقلبْين انتظراه ستة عشرة سنة..

"ماتيو.. شمسي الصغيرة.."

لم تكتفِ ليليا من احتضانهِ بعد فعدِل عن التأنيب يحتويها، يؤنسا عينيّ بوجودهما معاً بُقربي.. أيا تُرى حُكم على جميع لقاءاتنا بالشوق والدموع والشكّ بأنّها أحلام؟

ماتيو

حيّا وسُحقاً لقدرات البرايمرد أنا سعيد!!

كريس

مسح دموعها بُكمّهِ المبلول قليلاً، ثمّ تبسّم مُشيراً لنفسهِ: "وقت النحيب ينتهي الآن! أنظري إنّني في أفضل حالاتي، بل أجزم لكِ بأنّني لم أكن حيوياً قط مثلما فعلتُ بعدما أيقظتني!"

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن