الفصل الثامن: فوضى ساخط

Start from the beginning
                                    

إبتعدت عنه قليلا مكوبة وجهه بيديها الصغيرة لِتقبل كلا وجنتيه ثم أردفت بينما تتفحصه بأعين زجاجية تهدد بسقوط دموعها:

- يا إلهي, هل أنتَ بخير؟! لم يصبك شيئ صحيح؟

إبتسم بإتساع ليقبل جبينها بعمق ثم إبتعد ليردف بعدما إحتضن وجهها بين يديه:

- أنا كذلك لا حاجة للقلق..

- لكن صوتكَ في الهاتف لم يكن بخير أبدا! لقد إعتقدتُ أنه أصابك مكروه, لا تصدق كم سيناريو تخيلته قد حدث لك بعد إتصالكَ بي!

أعاد تقبيل جبينها و إحتضانها بقوة مجددا مردفا بنبرة نادمة:

- أسف لأنني جعلتكِ على هذه الحالة, إلا أن الأمر فعلا طارئ..

إبتعدت عنه لتقول و هي تعدل قميصه المبعثر:

- بما أنك أمامي سالم معافى فليذهب كل شيئ إلى الجحيم..

قهقه بخفة ليحيط كتفها بذراعه مردفا بعبث:

- لقد إشتقت إليكِ كثيرا يا أيتها الأنثى النارية..

- فقط أخبر هذه الأنثى من الذي عكر مزاجك و جعلك قلقا هكذا و ستحرق الاخضر و اليابس من أجلك..

- في الواقع الأمر لا يخصني هذه المرة بل يتعلق بصديقي..

فتح باب الغرفة ليدخلا إلى الداخل بعدما أغلق لورينزو الباب خلفهما, إبتعد عنها قليلا مكملا خطواته إلى الداخل لتلحق به حيث وجدته واقف على مقربة من سرير يحتوي شخص نائم حالما وقعت عينيها عليه أردفت :

- أنطونيو سالفتور!

أومئ لها لورينزو بإيجاب لتسأله مجددا:

- ما الذي حصل؟ ألم تكن ليلة البارحة حفلة زفافه؟

- لقد تورط في مشكلة عويصة فعلا هذه المرة لأتورط برفقته..

صمت قليلا ليتنهد بتعب, تقدم إليها ليضع يديه على كتفيها جاذبا أنظارها من على أنطونيو إليه ليقول بتعب:

- سأذهب الآن إلى غرفتي حتى أستحم لأنني منهك للغاية فليلة البارحة لم تكن سهلة على الإطلاق, من فضلكِ إبقي برفقته و لا تتركيه بمفرده لأنني لا أثق بِشخص آخر غيرك من أجل هذا, سأعود حالا..

أومئت بخفة لتعيد تسليط عينيها على أنطونيو ليبتعد لورينزو خارجا من الغرفة, تقدمت نحوه لِتجلس على مقعد كان بجوار السرير بينما عينيها لم تتزحزح عنه, تراقبه بنظرات شاردة..

بعد مرور مدة من الزمن لاحظت إنكماش ملامحه بإنزعاج دلالة على إستعادته لوعيه لتنهض من مكانها, باشر في السعال بقوة لتقترب منه, أخذت كأس الماء المملوء الذي كان موجود على الطاولة الصغيرة بجانبه لتمده إليه..

إنتبه لليد الغير مألوفة التي تحمل الكأس أمامه ليرفع عينيه قليلا نحو الأعلى من بين سعاله ليجدها أنثى غريبة عنه, دفع يدها من أمامه لِيسقط الكأس من يدها على الأرض ليتحطم إلى أشلاء تحت نظراتها الغير مستوعبة لِفعلته, إلفتت إليه هاتفة بسخط في وجهه:

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now