الجزء الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

"كوني قوية ، فالقادم اسوء بكثير مما تتوقعينه كيارا ،عليك ان تظلي صامدة و لاتنهاري من اجلي فكل شيء يعتمد عليك انت فحسب ،حياة الجميع تحت قدميك لكن عليك ان لا تدركي ذلك الا في الوقت المناسب بعد اجتيازك اختبارات لن تكون سهلة علي الاطلاق لذا كوني مستعدة لها ،كوني قوية كيارا "

محي المسافة التي تفصلها ليتقط شفتيها في قبلة ناعمة من طرفه ولم يتوقع اطلاقا ان تبادله اياها حتي وان كانت لا تعي لما تفعله لكن الامر اثاره حد الجحيم  وكان حتما سيفقد السيطرة علي رغبته بها لذا ابعدها  عنه بعنف جعلها تستيقظ فجعة لتجده واقفا علي قدميه يرمقها بنظرات داكنة لم تفهم مغزاها في البداية وحتي اشاح عيناه عنها وانطلق  نحو طاولة الشراب حيث صب لنفسه كأسا ابتلعه في رشفة واحدة ،لم تكن كلارا قادرة علي تشخيص حالته بالضبط فقد كانت مشغولة بتأنيب نفسها عن ما بدر منها قبل ان تنام ،كيف تسمح لها بحق الجحيم ان تظهر ضعفها بهذا الشكل المذل امامه عليك اللعنة كلارا تبا لك ، نهضت من الفراش بسرعة وكانت علي وشكك المغادرة من الغرفة لولا ايقافه لها قائلا
"الي اين "
تعلم ان اخبرته بانها تريد الذهاب الي غرفتها فلن يدع هذا يحدث لذا ستخدعه باي عذر كان الي ان تغفله وتغلق باب الغرفة عليها حتي الصباح
"الي المطبخ اشعر بالجوع اريد احضار شيء اكله"
مسح المسافة التي تفصلهما ليمسك بمقبض الباب الذي كانت تنوي القبض عليه منددا لها بنبرة محذرة
"اياك ،أن تحاولي خداعي كيارا ،سأدعك تذهبين لكن ان مرت ثلاث دقائق ولم تعودي الي هنا فلن يحدث خيرا "
القرف الذي كان يحتل روحها اجبرها علي الانصياع له بدون مقاومة فقد كانت بحاجة ماسة للابتعاد عنه فورا والحصول علي هواء نقي ينهي الاختناق الذي يكبس علي صدرها منذرا بنوبة بكاء قريبة  بالتأكيد لا تحب ان يراها تمر بها للمرة الثانية خلال يوم لعين واحد

"حسنا "

قالت بصوت خافت  لتنتظر دقيقة قبل  ان يفسح مجالا سمح لها بالخروج من الغرفة  ، هرولت مسرعة مبتعدة عنه وما ان وصلت الي باب المطبخ حتي تساقطت دموعها من جديد ، و انهارت علي بابه بخذي من الالم العاصف الذي نال منها بجدارة وتمكن من كسرها وحفر جرح جديد انضم الي مجموعة المآسي في قلبها ،سدت فمها براحة يدها وانفجرت باكية حتي فقدت القدرة علي التحكم بارتجاف جسدها الي حين احست بذراعا كين تقبض علي كتفيها بقوة مكنته من انتشالها من الارض والعودة بها الي الغرفة من جديد جلس علي الفراش وتركها مخبئة بين ذراعيه وصدره حتي هدئت واخذت انفاسها في الانتظام مجددا
"لاتبكي لا احب رؤيتك هكذا ،صدقيني الامر لايستحق ما تفعلينه  "
قالها بهدوء رفع عنها حجاب المنطق كليا لتضربه علي صدره وحاولت دفعه بعيدا عنها قبل ان تصرخ به
"استمر في السخرية بي فهذا ما تريده ان تراني اتألم اليس كذلك ،باي منطق تقول لي ان الامر لايستحق ،انها حياتي اللعينة انا لست لعبة حتي  تلعب بها متي ما تريد وترميها متي ما تريد دون ان تكون لها مشاعر او احاسيس ،كان يوما اسود الذي وضعت فيه قدمي علي هذا البلد والذي رئيتك فيه ،دمرت حياتي والان تقولي لي الامر لايستحق "
ظلت نظرة ثابته بهدوء اشعل غيظها بنيران حرقتها حتي النخاع قبل ان يرد عليها بنبرة مماثة وهو يمسح دموعها بابهامه
"لا تحمليني نتائج اختيارتك ،لقد كنت ساذجة وغبية حتي اخترت الاخرين علي نفسك وانت تعرفين انهم لايستحقون ذلك ،  تحديتني وانت علي يقين من انك لست قادرة التغلب عليّ ، اردت التقدم اكثر في هذا الجنون  والخوض فيه  رغم انك ادركت بانك غير واثقة من الشيء الذي تفعلينه ،انت هي  من اختار ان يكون في الجانب الخاسر وليس انا "
كم المتها حقيقة ان ما قاله يحمل الكثير من الحقيقة المره التي لا تستطيع بلعها حتي اللحظة وظلت عالقة بحلقها تخنقها وتحرمها من التنفس  ، فلن تستطيع انكار ان  لها ضلعا كبيرا في كل الكوارث التي حصلت لها في الماضي وهذا الامر دائما ما قتلها في اليوم الف مرة علي مرور الاربع سنوات البائدة 
"دعني وشأني "
قالتها يائسة  بصوت متقطع بسبب بكائها الخافت ليقابلها بضمه اليه اكثر حتي فقدت الرغبة كليا في الابتعاد عنه وللحظة لم تري خطبا في اخذ بعض الطاقة منه لتداوي بها جرحها الذي فتح حديثا
"ما العيب بي ،لما يكرهني الناس دائما  ويرفضون ضمي الي حياتهم الا كسلم يوصلهم الي مكان ما "
امسك وجهها بين اصابعه وقام بمسح دموعها ببطيء احست به في قلبها الذي ارتعش رغما عنها ،وكأن لمسته تلك وصلت الي قاع روحها و هذا شيء لم يعجبها اطلاقا لذا اغمصت عينها بقوة وقررت الهرب من الشيء الذي ينظر اليها من خلال عينيه
"ليس بك عيب غير انك كنت نقية زيادة عن اللزوم ولم يكن باستطاعتك النجاة بين قذارة من حولك ،لذا دائما ما كنت وحيدة ليس لانك معيوبة بل لانك الوحيد التي كانت كاملة ، ملاك لم يصلح ان يعيش وسط الجحيم "
لم تكن تعلم ان كان صادقا في ماقاله او محض سخرية يمارسها عليه كمجرد لعبة يتسلي بها كما اعتاد ان يفعل دائما معها ،لكن بذات الوقت و جدت كلماته  لطيفة لحد حملها الي الشعور برغبة لمعناقته  قبل ان تدرك حقيقة واقعها اليوم وهنا قالته له بمرارة
"الهذا قمت بحرق جناحاي و نزعت قلبي حتي لا اعود الي المكان الذي انتمي اليه واصبح احد الوحش التي تعيش داخل هذا المستنقع القذر  "
ابتسم بشعور باهت لم تظهر الوانه في عينيه الداكنتين وهو يجيبها
"لم اكن لاتركك ترحلين لكن صدقيني لم انوي يوما حرق جناحاك انت من قام بذلك فلا تلوميني ، ارت اعطائك حياة اخري قمت برفضها دون ان تري ما هي حتي  وما كانت النتيجة جحيم لي ولك ولكل لعين كانت له علاقة بنا ،لكن لا بأس فاها انا ذي اعرض عليك فرصة اخري استغليها كيارا ولا تفقديها فلن تكون لك واحدة اخري بعدها ،ثقي في انها الاخيرة وتصرفي علي هذا الاساس   "
هل هي تتخيل ام ان اللعين يتصرف معها بوداعة غير طبيعية اثارت سخطها وزادت من اصرارها لكسر قناعه المزيف هذا واجباره علي نطق الحقيقة التي تكرهها

عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"Where stories live. Discover now