الفصل الحادي والعشرون

Start from the beginning
                                    

- "من أنتم؟

ولمَ تقفون هكذا؟!"

لم يجبه أي منهم بل انقضوا عليهما بخيولهما فجذبت لجام مهرتها مرة أخرى تعود للخلف ونيار استل سيفه وبدأ بمحاربة كل من يقترب منه.

قفزت من فوقها واستلت خنجرها ليقترب منها شخص يلوح بالسيف فابتعدت عنه ثم نحرته.. اقترب منها آخر فقفزت بحركة بهلوانية قبل أن ينالها سيفه، ثم انتبهت لصوت نيار باسمها وإلقاءه بسيف إليها، التقطته تضرب من أمامها بقوة في صدره.

استمر القتال حتى انتهوا من الجميع، منهم من مات ومنهم من فر هاربًا، فاقترب منها يضع سيفه مكانه يبتسم بمكر وحفاوة :

- "لم يبخل بدر الدين على ابنته"

ابتسمت بفخر تنظر ليدها التي أصيبت بجرح، فنزع عمامته وقام بربط يدها بها، ثم نادت على مهرتها لتأتي و تعود سريعًا إلى القصر.

وصلا إلى القصر وأسرعت بقوة إلى جناحه، دلفت إلى غرفته وأمرت الطبيب أن يأتي بكوب من الحليب، رفضت أن يقوم غيرها بذلك عندما أخبرها كيفية استعماله، لتقوم بإذابة الحبوب فيه ورفعت رأسه بيدها تسقيه الكوب بروية.

ما هي إلا لحظات حتى قام بالسعال بقوة يفرغ كل ما في معدته وعودته للنوم مرة أخرى فنظرت إلى الطبيب بقلق فطمئنها مبتسمًا :

- "هذا يعني أن السم بدأ يتوقف لا تقلقي"

ناولها إناء مليء بخلطة حمراء :

- "ضعي هذه على الجرح مولاتي.. فقد قمت بطحن حبوب النبات مع مجموعة من الأعشاب والأدوية"

رفعت الضمادة ثم أخذت كمية على أصبعها وبدأت تضعها على الجرح، راقبت تعبيرات وجهه التي تشنجت قليلًا فوضعت كفها على كتفه تربت عليه، حتى انتهت فبللت ضمادة أخرى بالسائل معالج ثم ربطتها حول كتفه.

كان نيار يراقب كل هذا وقلبه يدعو أن يجعل الشفاء قريب، بجانبه والدته تنظر لها بحقد تكاد تقتلها.. لو كانت النظرات تحرق لكانت سارية الآن جثة هامدة.

صدح صوتها لكبير الأطباء :

- "أذهب لترتاح فأنا سأظل بجانبه حتى الصباح"

كان صوت رقية هو المجيب لها تقابلها :

- "نتركك كي تقتليه هذه المرة صحيح"

قبل أن ترد عليها كان صوت نيار صدح بغضب :

- "أمي كفي عن هذا الحديث"

انكمشت للخلف ورعشة خوف دبت فيها، قبل أن تندفع من الغرفة بأكملها فأكمل :

- "هيا جميعًا.. سيبقى معه الطبيب الآخر"

ثم التفت لها مكملًا بهدوء :

- "سارية.. عليكِ أن ترتاحي"

خرج الجميع من الغرفة لتتقدم ليان منها تحيطها بذراعيها بابتسامة حنونة على ثغرها وقادتها إلى غرفتها، فقالت تجلسها ممسكة بيدها التي تربطها بوشاح زوجها :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now